الذَّيْلُ عَلَى
طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ
تَأْلِيفُ
الإِمَامِ الحَافِظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ
(٧٣٦ - ٧٩٥ هـ)
تَحْقِيقُ وَتَعْلِيقُ
الدكتورِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سُلَيْمَانِ العُثَيْمِيْن
مَكَة المكَرَّمة - جَامِعة أمِّ القُرى
مكتبة العبيكان
المقدمة / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلَيْن وَعَلَى آلِهِ وَالتَّابِعِيْن.
وَبَعْدُ: فَقَدْ مَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيَّ بِإِتْمَامِ العَمَلِ فِي كِتَابِ "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" للحَافِظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ (ت: ٧٩٥ هـ) بَذَلْتُ فِيْهِ مَا وَسِعَنِي بَذْلُهُ مِنْ وَقْتٍ وَجُهْدٍ، وَأَنَا الآنَ أُقَدِّمُهُ للقُرَّاءِ بِثَوْبٍ جَدِيْدٍ مُحَقَّقًا عَلَى أُصُوْلٍ خَطِّيَّةٍ نَفِيْسَةٍ، وَمُعَلَّقًا عَلَيْهِ بِمَا سَمَحَ بِهِ الخَاطِرُ، مِنْ بَعْضِ مَا جَادَتْ بِهِ المَصَادِرُ، وَاسْتَدْرَكْتُ عَلَى المُؤَلِّف ﵀ مَا فَاتَهُ ذِكْرُهُ وَأَمْكَنَ اسْتِدْرَاكُهُ، وَأَوْرَدْتُهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الكِتَابِ حَسَبَ تَرْتِيْبِ المُؤَلِّفِ لِيَكُوْنَ الكِتَاب بِصُوْرَةٍ قَرِيْبَةٍ مِنَ الكَمَالِ فِي اسْتِيْعَابِ أَغْلَبِ تَرَاجِمِ هَذِهِ الفَتْرَةِ؛ وَلِيَكُوْنَ جَمَعُهُمْ إِسْهَامًا فِي وَضْعِ مُعْجَمٍ شَامِلٍ لِعُلَمَاءِ المَذْهَبِ الحَنْبَلِيِّ الَّذِي وَعَدْتُ بهِ فِي مُقَدِّمَاتِ الكُتُبِ الَّتِي نَشَرْتُهَا، وَهَذَا الكِتَابُ آخِرُهَا. فللَّهِ الحَمْد الَّذِي وَفَّقَ لِلْبِدَايَةِ، وَلَهُ المِنَّةُ وَالفَضْلُ حَيْث تَفَضَّلَ بِالنِّهَايَةِ فَلَهُ الحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرَةِ. وَكُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلَى نَشْرِ هَذَا الكِتَابِ قَبْلَ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" فَبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْ تَحْقِيْقِ "السُّحُبِ الوَابِلَةِ" آثَرْتُ العَمَلَ فِي "الذَّيْلِ عَلَى الطَّبَقَاتِ" قَبْلَ "الطَّبَقَاتِ" لِلْقَاضِي أَبِي الحُسَيْنِ
المقدمة / 5
ابنِ أَبِي يَعْلَى (ت: ٥٢٦ هـ) نَظَرًا لأهَمِّيَّةِ الكِتَابِ بَيْنَ كُتُبِ التَّرَاجِمِ عَامَّةً، وَكُتُبِ طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ خَاصَّةً، ثُمَّ مَضيْتُ فِي تَحْقِيْقِهِ أَحُثُّ الخُطَا، فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى مَا يَقْرُبُ مِنْ نِصْفِ الكِتَابِ أَوْقَفْتُ العَمَلَ فِيْهِ لَمَّا أَبْدَتِ اللَّجْنَةُ التَّحْضِيْرِيَّةِ للاحْتِفَالِ بِمُرُوْرِ مَائَة عَامٍ عَلَى تَأْسِيْسِ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ رَغْبَتَهَا فِي طَبْعِ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" ضِمْنَ إِصْدَارَاتِهَا بِهَذِهِ المُنَاسَبَةِ، وَكُلِّفْتُ بِالعَمَلِ فِيْهِ فَأَجَّلْتُ العَمَلَ فِي كِتَاب الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ حَتَّى الانْتِهَاءِ مِنْ كِتَابِ "الطَّبَقَاتِ" المَذْكُوْرِ وَحَالَتْ بَعْدَ ذَلِكَ ظُرُوْفٍ أُخْرَى أَدَّتْ إِلَى تَأْجِيْلِ العَمَلِ حَيْثُ أَصْدَرْتُ ثَلَاثَةَ كُتُبٍ فِي "غَرِيْبِ المُوَطَّإِ" وَبَعْدَ الانْتِهَاءِ مِنْهَا عُدْتُ إِلَيْهِ بِرَغْبَةِ أَكِيْدَةٍ، وَتَصمِيْمٍ كَبِيْرٍ، فَبَذَلْتُ فِي تَحْقِيْقِهِ أَقْصَى الجُهْدِ وَالطَّاقَةِ، وَبَالَغْتُ فِي تَخْرِيْجِ تَرَاجِمِهِ وَتَتَبُّعِ أَخْبَارِهَا فِي المَصَادِرِ المُخْتَلِفَةِ، وَحَاوَلْتُ - جِاهِدًا - الرَّبْطَ بَيْنَ عُلَمَاءِ الأُسْرَةِ الوَاحِدَةِ بَيْنَ الرَّجُلِ وآبَائِهِ، وَأَوْلَادِهِ، وَأَحْفَادِهِ، وإِخْوَانِهِ، وَذَوِي قَرَابَتِهِ فَتَحْتَ البَابَ لِمَنْ أَرَادَ التَّوَسُّعَ فِي مَعْرِفَةِ الأُسَرِ العِلْمِيَّةِ، وَلَمْ أُخْلِ الهَوَامِشِ مِنْ فَوَائِدَ عَنْ مُؤَلَّفَاتِ المُتَرْجَمِ، وَنَمَاذِجَ مِنْ أَشْعَارِهِ إِنْ وُجِدَتْ.
وَقَدَّمْتُ كُتُبِ الطَّبَقَاتِ فِي تَخْرِيْجِ التَّرَاجِمِ، ثُمَّ المَصَادِرِ المُخْتَلِفَةِ. وَلَمْ أَسْتَعْمِلْ أَثْنَاءَ التَّحْقِيْقِ المُؤَلَّفَاتِ وَالكُتُبَ المُعَاصِرَةَ؛ لأنَّهَا - فِي نَظَرِي - لَا تُضِيْفُ جَدِيْدًا إِلَى مَا نَهْدِفُ إِلَيْهِ، وَمَا تَوَصَّلُوا إِلَيْهِ مِنْ مَعْلُوْمَاتٍ هُوَ فِي غَالِبِهِ مِنْ مَصَادِرَ يُمْكِنُ الوُقُوْفُ عَلَيْهَا، فَاقْتَصَرْتُ عَلَى الكُتُبِ القَدِيْمَةِ.
المقدمة / 6
وَخَتَمْتُ العَمَلَ بالضَّرُوْرِيِّ مِنَ الفَهَارِسِ الَّتِي تُقَرِّبُ المَعْلُوْمَاتِ إِلَى القَارئ، رَاجِيًا مِنَ اللهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا العَمَلَ وَغَيْرَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيْمِ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِه العِلْمَ وَأَهْلِهِ، إِنَّهُ جَوَادٌ كَرِيْمٌ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيْل، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ.
وَكَتَبَ الدُّكْتُوْر
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِيْنَ
مَكَّةَ المُكَرَّمَة - جَامِعَةِ أُمِّ القُرَى
الثُّلَاثَاء ٢٩/ ٣/ ١٤٢٥ هـ
المقدمة / 7
المَبْحَثُ الأوَّلُ
مُؤَلِّفُ الكِتَابِ
١ - اسْمُهُ وَنَسَبُهُ.
٢ - مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ.
٣ - رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ.
٤ - شُيُوْخُهُ.
٥ - تَصَدُّرُهُ للتَّدْرِيْسِ.
٦ - أَقْوَالُ العُلَمَاءِ فِيْهِ.
٧ - تَلَامِيْذُهُ.
٨ - رُجُوْعُهُ عِنْ فَتْوَى الطَّلَاقِ.
٩ - وَفَاتُهُ.
١٠ - مُؤَلَّفَاتُهُ.
المقدمة / 9
(الفَصْلُ الأوَّلِ): التَّعْرِيْفُ بمُؤَلِّفِ الكتَابِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ (^١) (٧٣٦ - ٧٩٥ هـ)
اسْمُهُ ونَسَبُهُ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَجَبِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي البَرَكَاتِ مَسْعُوْدٍ البَغْدَادِيُّ السَّلَامِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، زَيْنُ الدِّيْنِ (^٢)، أَبُو الفَرَجِ. لَمْ أَجِدْ فِي نَسَبِهِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى العَرَبِ لَا أَصَالَةً وَلَا وَلَاءً، كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُنْسَبْ إِلَى الفُرْسِ، ولَا إِلَى غَيْرِهِم مِنَ الأُمَمِ. وَذَكَرَ وَالِدُهُ في تَرْجَمَةِ أَبِيْهِ - جَدُّ الحَافِظِ - في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" (^٣)، أنَّ بَيْتَ آبَائِهِ يُعْرَفُ بـ "بَيْتِ الخَالِدَانِيُّ" بِـ "الجَدِيْدَةِ".
_________
(^١) أَخْبَارُهُ في: الرَّدُّ الوَافِرِ لابنِ نَاصِرٍ (١٧٦)، وَالتِّبْيَانِ فِي شَرْحِ بَدِيعِيَّةِ البَيَانِ (ورقة: ١٥٩)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (٢/ ٤٢٨)، وَإنْبَاءِ الغُمرِ (١/ ٤٦٠)، وَذَيْلُ التَّقْيِيْدِ (٢/ ٧٢)، وَتَارِيْخِ ابنِ قاضِي شُهبَةَ (١/ ٣/ ٤٨٨)، وَلَحْظِ الألْحَاظِ (١٨٠)، وَالمَقْصَدِ الأرشد (٢/ ٨١)، ذيل تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ للسُّيُوْطِيِّ (٣٦٧)، وَالمَنْهَجِ الأَحْمَدِ (٥/ ١٦٨)، وَمُخَتَصَرِهِ "الدُّرِّ المُنَضَّدِ" ٢/ ٥٧٩، والجَوْهَرِ المُنَضَّدِ (٤٦)، وَالذَّيْلِ التَّامِّ (١/ ٣٧٣)، وَالشَّذَرَاتِ (٦/ ٣٣٩)، (٥٧٨) وطَبَقَاتِ الحُفَّاظِ (٥٤٠)، وَالسُّحُبِ الوَابِلَةِ (٢/ ٤٧٤)، والبَدْرِ الطَّالِعِ (١/ ٣٢٨)، والمُدْخَلُ لابنِ بدران (٤١٤).
(^٢) قَالَ ابنُ قَاضِي شُهْبَةَ وَغَيْرُهُ: "كَانَ يُلَقَّبُ أَولًا جَمَالَ الدِّيْنِ".
(^٣) المُنْتَقَى رقم (١٩).
المقدمة / 11
قَالَ: "وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَاشْتُهِرَ بـ "رَجَبٍ" لِوِلادَتِهِ فِيْهِ. قَالَ: "وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ اسْمَ جَدِّهِ فَكَانَ يَقُوْلُ: "عَبْدُ اللهِ" وَكَذلِكَ هُوَ مَكْتُوْبٌ في طَبَقَةِ السَّمَاعِ حَتَّى تَحَقَّقْتُهُ أَنَا". وَجَدُّهُ هَذَا من أَهْلِ العِلْمِ، ذَكَرهُ ابنُهُ أَحْمَدَ في "مُعْجَمِهِ" المُنْتَقَى (^١). وَقَالَ: ". . . البَغْدَادِيُّ، المُقْرِئُ، الحَنْبَلِيُّ، أَبُو التُّقَى سَمِعَ الكَثِيْرَ مِنَ المُفِيْدِ بنِ المُجَلِّخِ، وَابنِ عَزَّازٍ المُقْرِئِ الوَاسِطِيِّ، وَصَفِيِّ الدِّيْنِ .... ابنِ المَالَخَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنْ شُيُوْخَ "بَغْدَادَ" وَجَدْنَا لَهُ سَمَاعَ "ثُلَاثِيَّاتُ البُخَارِيِّ" عَلَى ابنِ المَالَخَانِيِّ بَقِرَاءَةِ المُحَدِّثِ. جَمَالِ الدِّيْنِ القَلَانِسِيِّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ، وَذَكَرَ القَلَانِسِيُّ فِي أَوَلِ الجُزْءِ أنَّ هَذَا التَّارِيْخَ انْتَهَى بِسَمَاعِهِم لِجَمِيْعِ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" عَلَيْهِ حَدَّثَ بِهِ مِرَارًا، وَسَمِعَهَا مِنْهُ مُحَدِّثُو بَغْدَادَ. وَتُوُفِّيَ في صفر سنة (٧٤٢ هـ) (^٢).
وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "الذَّيْلِ" قَالَ (^٣): "قُرِئَ عَلَى جَدِّي أَبي أَحْمَدَ رَجَبِ بنِ الحَسَنِ غَيْرَ مَرَّةٍ بـ "بَغْدَادَ" وَأَنَا حَاضِرٌ في الثَّالِثَةِ، وَالرَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ البَزَّارُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَسِتِّمَائَةَ. . ." ومَعَ هَذَا لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ فِي كِتَابِهِ؟!.
أَمَّا وَالِدُهُ أَحْمَدُ فَعَالِمٌ جَلِيْلٌ، مُقْرِئٌ مَشْهُوْرٌ (^٤). بَغْدَادِيُّ نَزَلَ "دِمَشْقَ"
_________
(^١) المُنْتَقَى رقم (١٩).
(^٢) يُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (٢/ ١/ ٢٦٦)، وَالدُّرَرُ الكَامِنَةُ (٢/ ١٩٩). قَالَ: "كَانَ يُقْرئُ حِسْبَةً".
(^٣) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٣/ ٤٥١).
(^٤) أَخْبَارُهُ فِي: غَايةِ النِّهَايَةِ (١/ ٥٣)، وَالدُّرَرِ الكَامِنَةِ (١/ ١٤٠)، وَإِنْبَاءِ الغُمُرِ (١/ ٣٧)، وَذَكَرَهُ العُلَيْمِيُّ في المَنْهَجِ الأحْمَدِ (٥/ ١٧١)، قَالَ: "وَوَالِدُهُ العَالِمُ، الصَّالِحُ، =
المقدمة / 12
وَبِهَا مَاتَ سَنَةَ (٧٧٤ هـ)، أَوْ سَنَةَ (٧٧٥ هـ). قَالَ ابنُ الجَزَرِيِّ (^١): "شَيْخُنَا الصَّالِحُ الكَبِيْرُ القَدْرِ، قَرَأَ السَّبْعَ عَلَى أبي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ مُؤْمِنٍ الوَاسِطِيِّ، وسَمِعَ مِنْهُ العَشْرَ، وَرَوَى "الشَّاطِبِيَّةَ" عَنِ القَاضِي أَبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ جَمَاعَةَ إِجَازَةً. قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بنُ يُوْسُفَ الصُّغْدِيُّ، وَيَحْيَى الضَّرِيْرُ، وَمَحْمُوْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ السَّمْنَانِيُّ. قَرَأْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ القُرْآنَ بِالقِرَاءَاتِ، وَكَثِيْرًا مِنْ كُتُبِ القِرَاءَاتِ. . ." وفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" (^٢) مَوْلِدَهُ سَنَةَ (٦٤٤ هـ)، وَهَذَا مُحَالٌ، فَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ وَفَاةِ وَالِدِهِ سَنَةَ (٧٤٢ هـ)، وَذَكَرَ وَفَاتَهُ سَنَةَ (٧٧٤ أَو ٧٧٥ هـ). وَذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "إِنْبَاءِ الغُمُرِ" (^٣) في وَفَيَاتِ سَنَةَ (٧٧٤ هـ) وَقَالَ: "وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَنَةِ أَو في الَّتِي قَبْلَهَا" كَذَا؟! وَلَعَلَّ القَصْدَ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا وَفِي "غَايَةِ النِّهَايَةِ" "تُوُفِّي لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ ثاني رَبِيْعٍ الآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَسَبْعَمِائَةَ بِـ "دِمَشْقَ" وَدُفِنَ مِنَ الغَدِ بِمَقَابِرِ الصُّوْفِيَّةِ" وَلَعلَّ هَذَا هُوَ الصَّحِيْحُ لتَحْدِيْدِهِ اليَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ وَالمَكَانِ.
وَوَصَفَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "إِنْبَاءِ الغُمُرِ" (^٤) "بِأَنَّهُ كَانَ ذَا خَيْرٍ وَدِيْن وَعَفَافٍ"، وَفِي "الدُّرَرِ الكَامِنَةِ" (^٥) "وَانْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ، وَكَانَ دَيِّنًا خَيِّرًا، عَفِيْفًا".
_________
= المُقْرِئُ، المُحَدَّثُ. . .".
(^١) غَايَةُ النِّهَايَةِ (١/ ٥٣).
(^٢) الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (١/ ١٤٠).
(^٣) إنْبَاءُ الغَمْرَ (١/ ٣٧).
(^٤) المَصْدَرُ نَفْسُهُ.
(^٥) الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (١/ ١٤٠).
المقدمة / 13
لَهُ "مُعْجَمُ شُيُوْخٍ" مَشْهُوْرٌ قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ (^١): "وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ "مُعْجَمًا" مُفِيْدًا رَأَيْتُهُ" وَيُوْجَدُ من مُعْجَمِهِ مُنْتَقَىً لَدَيَّ مُصَوَّرَتُهُ (^٢) يَشْتَمِلُ عَلَى (٢٤٧) شَيْخًا، وَالمُعْجَمُ نَفْسُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ بِكَثِيْرٍ فَقَدْ نَقَلَ عنه ابن قَاضِي شُهْبَةَ في تَارِيْخِهِ (^٣)، وَنَسَبَ إِلَى "المُعْجَمِ" شُيُوْخًا لم يَرِدُوا في المُنْتَقَى. وَرَجَّحْتُ أَنَّ المُنْتَقِي هُوَ ابنُ قاضِي شُهْبَةَ تقيُّ الدِّين أَحْمَدَ (ت: ٨٥١ هـ) نَفْسُهُ. وَيَظْهَرُ أَنَّ لِشِهَابِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ بنِ رَجَبٍ أَوْلَادٌ لَمْ يَتَمَيَّزْ مِنْهُمْ إِلَّا زَيْنُ الدِّيْنِ أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ أَحْمَدَ. قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ (^٤): "وَرَحَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" بَأَوْلَادِهِ فَأَسْمَعَهُمْ بِهَا وَ"بِالحِجَازِ" وَ"القُدْسِ". . ." وَقَالَ (^٥): "وَرَحَلَ إِلَى "دِمَشْقَ" وَ"مِصْرَ" وَغَيْرِهِمَا، وَسَمَّعَ وَلَدَهُ الشَّيْخَ زَيْنَ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ رَجَبٍ المُحَدِّثَ المَشْهُوْرَ الكَثِيْرَ".
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
مَوْلِدُهُ بِـ "بَغْدَادَ" فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ (٧٣٦ هـ) - بِلا خِلَافٍ - وَنَشَأَ نَشْأَةً عِلْمِيَّةً فَقَدْ وُلِدَ فِي بَيْتِ عِلْمٍ، فَوَالِدُهُ وَجَدُّهُ مِنَ العُلَمَاءِ كَمَا أَسْلَفْنَا، فَقَدْ حَضَرَ فِي
_________
(^١) المَصدَرُ السابق.
(^٢) أَتْحَفَنِي بِهَا أَخِي الفَاضِلُ الشَّيْخُ نِظَامُ اليَعْقُوبِيُّ جَزَاهُ اللهُ عَنِّي خيرًا.
(^٣) فِي مَوَاضِعَ كَثِيْرَةٍ جِدًّا مِنْ "تَارِيْخِهِ" يُرَاجَعُ: ٢/ ١/ ١٤١، ١٦٧، ١٧٧، ١٨١، ١٨٢، ٢٥٧، ٢٥٨، ٢٦٦، ٣٣٥، ٣٦٩، ٣٧٤، ٣٨٣، ٤٠١، ٤٧٠، ٤٧٥، ٥٢٢، ٥٣٦، ٥٦١، ٦٠٠، ٦٠٤، ٦٠٥، ٦١٥، ٦٢٢، ٦٣٢، ٦٥٣، ٦٥٨، ٦٥٩، ٦٦٠، ٦٨٩، ٦٩٣، ٦٩٧، ٧٠٦، ٧٠٧ … وَغَيْرها.
(^٤) إِنْبَاءُ الغُمُرِ (١/ ٣٧).
(^٥) الدُّرَرُ الكَامِنَةُ (١/ ١٤٠).
المقدمة / 14
الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ عَلَى جَدِّهِ رَجَبٍ، وَصَحِبَ وَالِدَهُ في رِحْلَتِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" وَ"بَيْتِ المَقْدِسِ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازِ" وَسَمِعَ - في زَمَنٍ مُتَقَدِّمٍ - عَلَى شُيُوْخٍ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُؤَذِّنُ الوَرَّاقُ (^١) سَمِعَ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" حُضُوْرًا فِي الرَّابِعَةِ مِنْ كِتَابِ "النِّكَاحِ" بِكَمَالِهِ. وَحَضَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّرِيْرَانِيِّ وَهُوَ صَغِيْرٌ، قَالَ (^٢): "وَحَضَرْتُ دَرْسَهُ وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ لَا أُحِقُّهُ جَيِّدًا" كَمَا حَضَرَ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ صَغِيرٌ أَيْضًا قَالَ (^٣): "أَخْبَرَنَا [أَبُو] الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ بِهَا قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ" وَقَالَ (^٤): "قُرِئَ عَلَى أَبي الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبي الجَيْشِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ. . ." وَسَمَعَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَبُوْهُ مَعًا (^٥).
وأَجَازَ لَهُ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٣٩ هـ) (^٦) وَتوُفِّي عَبْدُ المُؤْمِنِ وَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يَتَجَاوَزَ الثَّالِثَةَ، وفي هَذَهِ الإِجَازَةِ حَدَّثَ عَنْهُ كَثِيْرًا في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (^٧)، وَبَهَذِةِ الإِجَازَةِ أَيْضًا يَصِفُهُ بِـ "شَيْخِنَا" وَيُبِيْحُ لِنَفْسِهِ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، قَالَ: "أَنْشَدَنِي شَيْخُنَا الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ في كِتَابِهِ لِنَفْسِهِ.
_________
(^١) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٤/ ١١٤)، وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ المُؤَلِّفُ؟!.
(^٢) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٥/ ١٠٥).
(^٣) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (١/ ١٥١).
(^٤) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٣/ ٣٧٦، ٤٢١).
(^٥) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٤/ ١٤١)، وَمُعْجَمُ ابنِ رَجَبٍ "المُنْتَقَى" رقم (٢٨).
(^٦) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٤/ ٢٩٨).
(^٧) سَيَأْتي ذلِكَ في مَبْحَثَ شُيُوْخِهِ، يُنْظَرُ: الذَّيْلُ (٤/ ٨١).
المقدمة / 15
وَمِثْلُهُ تَمَامًا أَجَازَ لَهُ الحَافِظُ القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْزَالِيُّ (ت: ٧٣٩ هـ) (^١) في الثَّالِثَةِ أَيْضًا، قَالَ: "أنْبَأَنِي القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ" وَقَالَ: "أَنْبَأَنِي البِرْزَالِيُّ، وَنَقَلْتُهُ مِنْ خَطِّهِ. . ." وَمَعَ أَنَّهُ نَقَلَ عَنْ "تَارِيْخِهِ" وَ"مُعْجَمِهِ" في مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ لَمْ يُوْرِدْهَا بِصِيْغَةِ التَّحْدِيْثِ أَوِ الإِخْبَارِ أَوِ الإِنْبَاءِ؟! وَهَذَا غَرِيْبٌ.
وَسَيَأْتِي فِي مَبْحَثِ شُيُوْخِهِ أَنَّ كَثِيْرًا مِنْهُم تُوُفِّي وَعُمُرُهُ دُوْنَ العِشْرِيْنَ، وَأَنَّ أَغْلَبَ شُيُوْخِهِ مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ الَّذِي كَانَ حَرِيْصًا عَلَى السَّمَاعِ، وَإِسْمَاعِ وَالِدِهِ زَيْنِ الدِّيْنِ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.
رِحْلَتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ:
رَحَلَ مَعَ وَالِدِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" سَنَةَ (٧٤٤ هـ) (^٢) فَلَقِيَ بَقِيَّةَ المُسْنِدِيْنَ هُنَاكَ وَمِنْهُمْ: شَمْسُ الدِّيْنِ ابنُ الخَبَّازِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دَاوُدَ العَطَّارُ، وَابنُ النَّقِيْبِ، وَابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّة، وَعَلِيُّ بنُ المُنَجَّى، وَقَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءًا فِيْهِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. وَيُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ العَفِيْفِ النَّابُلُسِيُّ قَرَأَ عَلَيْهِ بِهَا "سُنَنَ ابنِ مَاجَه" وَغَيْرُهُمْ. ثُمَّ زَارَ "بَيْتَ المَقْدِسِ" وَلَقِيَا مُحَدِّثَهَا خَلِيْلَ بنَ كَيْكَلْدَى صَلَاحَ الدِّيْنِ العَلَائِيَّ (ت: ٧٦٠ هـ) وَدَخَلَا "نَابُلُسَ" فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ (ت: ٦٩٨ هـ)، قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في تَرْجَمَتِهِ (^٣): "قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أصْحَابِهِ بـ "دِمَشْقَ" وَ"نَابُلُسَ" وَقَرَأْتُ
_________
(^١) الذَّيْلُ (٣/ ٢٩٤، ٤/ ٤٨).
(^٢) تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (٣/ ١/ ٤٨٨).
(^٣) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٤/ ٣٠٥).
المقدمة / 16
"سُنَنَ ابنِ مَاجَه" بِـ "دِمَشْقَ" عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ يُوْسُفَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّابُلُسِيِّ الفَقِيْهِ الفَرَضِيِّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ".
ثُمَّ انْتَقَلَا إِلَى "مِصْرَ" فَلَقِيَا هُنَاكَ جُمْلَةً مِنَ العُلَمَاءِ مِنْ أَشْهَرِهِمْ: أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ المَيْدُوْمِيُّ، وَأَبِي الحَرَمِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ القَلَانِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الأَيُّوْبِيُّ، وَعِزُّ الدِّين بنُ جَمَاعَةٍ … وَغَيْرِهِمْ. وَسَمِعَ بِـ "القَاهِرَةِ" "مَشْيَخَة قَاضِي المَارِسْتَانَ" وَيَظْهَرُ أَنَّهُمَا عَادَا إِلَى "بَغْدَادَ" قَبْلَ سَنَةِ (٧٤٨ هـ).
ثُمَّ رَحَلَا إِلَى "الحِجَازِ" فَدَخَلا "مَكَّةَ" - شَرَّفَهَا اللهُ تَعَالَى - سَنَةَ (٧٤٩ هـ)، وَفِي طَرِيْقِهِمَا إِلَيْهِ مَرَّا بـ "صَرْصَرَ" (^١) وَ"الحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ" (^٢) وَسَمِعَ الحَافِظُ بِهَا "ثُلَاثِيَّاتِ البُخَارِيِّ" عَلَى أَبِي حَفْصٍ، يَظْهَرُ أَنَّهُ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيُّ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى "بَغْدَادَ" بَعْدَ ذلِكَ، ثُمَّ مِنْهَا سَافَرَ إِلَى "الحِجَازِ"، وَسَمِعَ بِـ "مَكَّةَ" - شَرَّفَهَا اللهُ - مِنْ عُثْمَانَ بنِ يُوْسُفَ فَخْرِ الدِّيْنِ النُّوَيْرِيِّ (^٣). وَبـ "المَدِيْنَةِ" - عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والسَّلَامِ. وَسَمِعَ بِهَا عَلَى مؤرِّخِهَا وَخَطِيْبُهَا مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الخَزْرَجِيِّ عَفِيْفِ الدِّيْنِ المَطَرِيِّ (ت: ٧٦٥ هـ) (^٤).
وَلَا أَدْرِي هَلْ عَادَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَى "بَغْدَادَ" أَوْ إِلَى "دِمَشْقَ" لكِنَّهُ حَجَّ سَنَةَ (٧٦٣ هـ)
_________
(^١) جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ يَحْيَى الصَّرْصَرِيِّ (٤/ ٧٣) قَالَ: "وَحُمِلَ إِلَى "صَرْصَرَ" فَدُفِنَ بِهَا، وَزُرْتُ قَبْرَهُ بِهَا حِيْنَ تَوَجَّهْنَا إِلَى "الحِجَازِ" سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ".
(^٢) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٥/ ١٤٧).
(^٣) يُرَاجَعُ مَبْحَثُ شُيُوْخِهِ.
(^٤) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٤/ ١٥٤).
المقدمة / 17
قَالَ - فِي تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ إِدْرِيْسَ الأَنْبَارِيِّ (^١) -: "وَقَدْ جَمَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَاضِي قُضَاةِ "مِصْرَ" المُوَفَّقِ (^٢)، وَابنِ جَمَاعَةَ بِمِنًى، يَوْمَ القَرِّعَامَ ثَلَاثٍ وَسِتِّيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ".
شُيُوْخُهُ:
كَانَ نَتِيجَةَ هَذِهِ الجَوْلَةِ الَّتي صَحِبَ فِيْهَا وَالِدَهُ إلى "الشَّامِ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازِ" الإِكْثَارُ مِنَ الشُّيُوْخِ - إِلَى حَدٍّ مَا - سَمَاعًا وَإِجَازَةً. وَمِنْ أَشْهَرِ شُيُوْخِهِ:
١ - إبْرَاهِيْمُ بنُ دَاوُدَ العَطَّارُ. هكَذَا ذُكِرَ فِي شُيُوْخِهِ؟! وَأَظُنُّهُ دَاوُدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ الآتِي انْقَلَبَ اسْمُهُ. وَلَمْ أَقِفْ عَلَى تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيْمَ.
٢ - أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدِ الله، شَرَفُ الدِّيْنِ "ابنُ قُدَامَةَ" المَقْدِسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ المَعْرُوْفُ بِـ "ابنِ قَاضِي الجَبَلِ" (ت: ٧٧١ هـ).
٣ - أَحْمَدُ بنُ رَجَبِ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، شِهَابُ الدِّيْنِ المُقْرِئُ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٧٤ هـ)، وَالِدُ الحَافِظِ. ذَكَرَهَ الحَافِظُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٤/ ٤٨٧) في تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الدَّوَالِيْبِيِّ (ت: ٧٢٨ هـ) قَالَ: "سَمِعَ مِنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ شُيُوْخِنَا وَغَيْرِهِمْ كأبِي حَفْصٍ القَزْويْنِيِّ وَمَحْمُوْدِ بنِ خَلِيْفَةَ، وابنِ الفَصِيْحِ الكُوْفِيِّ، وَوَالِدِي، وَعُمَرِ البَزَّارِ". وَيُرَاجَعُ: (٤/ ٤٥٢)، (٥/ ٤٩، ١٠٣).
٤ - أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ المَقْدِسِيُّ، الصَّالِحِيُّ (ت: ٧٥٨ هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٤/ ٩٢) فِي تَرْجَمَةِ عِزِّ الدِّين
_________
(^١) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٥/ ١٦٤).
(^٢) عَبْدُ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي الحَجَّاوِيُّ المَقْدِسِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: ٧٦٩ هـ) الَّذِي انْتَشَرَ فِي زَمَنِهِ مَذْهَبُ الحَنَابِلَةِ بِالدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. وَيَوْمُ القَرِّ: الحَادِي عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ.
المقدمة / 18
المَقْدِسِيِّ (ت: ٦٦٦ هـ) رَقَم (٤٢٤) قَالَ: "حَدَّثَنَا مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ عَنْهُ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِهِ. وَيُرَاجَعُ: (٤/ ١٢٢، ١٨١، ٢٢٦) في تَرْجَمَةِ سَيْفِ الدِّيْنِ بنِ النَّاصِحِ (ت: ٦٧٢ هـ) رقم (٤٣٣) قَالَ: "حَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُهُ شَمْسُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ مُدَرِّسُ الصَّاحِبِيَّةِ". . . . وَمُحَمَّدُ بنُ الخَبَّازِ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَرِيْرِيُّ".
٥ - أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ أَبِي بَكْرٍ البَعْلِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ (ت: ٧٧٧ هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٢/ ٣٦٥) قَالَ: "أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ البَعْلِيُّ (ثَنَا) عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عَلْوَانَ. . .".
٦ - أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الهَادِي بنِ يُوْسُفَ "ابنِ قُدَامَةَ" المَقْدِسِيُّ (ت: ٧٥٨ هـ) وَالِدُ الإِمَامِ شَمْسِ الدِّيْنِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ زَيْنُ الدِّيْنِ بنِ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٥/ ١٢٣) فِي تَرْجَمَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ (ت: ٧٤٤ هـ) رقم (٥٨٢) قَالَ: "وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَبِيْهِ فَإِنَّه عَاشَ بَعْدَهُ".
٧ - أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ دَاوُدَ الجَزَرِيُّ، الصَّالِحِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ الهَكَّارِيُّ (ت: ٧٤٣ هـ) حَنْبَلِيٌّ لَمْ يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ؟! اسْتَدْرَكْتُهُ في مَوْضِعِهِ أَسْنَدَ الحَافِظُ إِلَيْهِ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (١/ ٢٣٦) قَالَ: "أَنْبَأنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الجَزَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الهَادِي، عَنْ أَبي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ لِنَفْسِهِ. . .".
٨ - أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ القَاهِرِ، أَبُو العَبَّاسِ الفُوَطِيُّ (ت: ٧٥٠ هـ). حَنْبَلِيٌّ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ جَدَّهُ عَبْدُ القَاهِرِ (ت: ٦٥٦ هـ)، فِي مَوْضِعِهِ. ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنِ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٤/ ٤٤) قَالَ: "سَمعْتُ أَبَا العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيِّ
المقدمة / 19
ابنِ عَبْدِ القَاهِرِ بنِ الفُوَطِيِّ بـ "بَغْدَادَ" سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ أَوْ سَنَةَ تِسْعٍ يَقُوْلُ .. . .".
٩ - أَحْمَدُ بنُ عَلِيُّ بنِ مُحَمَّدٍ، جَمَالُ الدِّيْنِ، أَبُو العَبَّاسِ البَابَصْرِيُّ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٥٠ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلَّفُ في مَوْضِعِهِ: (٥/ ١٦٠) رقم (٥٩٢) قَالَ في تَرْجَمَتِهِ: "حَضَرْتُ دُرُوْسَهُ وَأَشْغَالَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ الحَدِيْثَ".
١٠ - أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَانَ الشَّيْرَجِيُّ، شِهَابُ الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ (ت: ٧٦٥ هـ) هُوَ شَيْخُ المُؤَلِّف الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ، وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (٢٣١) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٢/ ٢٠٨) قَالَ: "قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَلْمَانَ الحَنْبَلِيِّ بِـ "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكُمْ أَبُو الحَسَنِ. . .".
١١ - أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الصَّالِحِيُّ، المُسْنِدُ، الشِّيْرَازِيُّ الأَصْلِ، الدَّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ (ت: ٧٧١ هـ).
١٢ - بِشْرُ بنُ إبْرَاهِيْمَ بنِ مَحْمُوْدٍ البَعْلَبَكِّيُّ، نَاصِرُ الدِّيْنِ، أَبُو الفَرَجِ (ت: ٧٦١ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (٣/ ٤٣٧) قَالَ: "أَخْبَرَنَا بِشْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَعْلِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. . ." وَهُوَ أَيْضًا مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا فِي "مُعْجَمِهِ" المُنْتَقَى: رقم (٢١٠).
١٣ - الحُسَيْنُ بنُ بَدْرَانَ بنِ دَاوُدَ البَابَصْرِيُّ، صَفِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٤٩ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٥/ ١٤٤) رقم (٥٩٠) قَالَ فِي تَرْجَمَتِهِ: "وَاخْتَصرَ "الإِكْمَالَ" لابنِ مَاكُوْلَا، وَعَلَّقْتُهُ في حَيَاتِهِ، وَقُرِأَ عَلَيْهِ بَعْضُهُ. وَسَمِعْتُ بِقِرَاءَتِهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" عَلَى الشَّيْخِ جَمَالِ الدِّيْنِ مُسَافِرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الخَالِدِي. . .".
المقدمة / 20
١٤ - حَمْزَةُ بنُ مُوْسَى بنِ أَحْمَدَ بنِ بَدْرَانَ "ابنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ" (ت: ٧٦٩ هـ) قَالَ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٥/ ١٤٣) "وَحَدَّثَنِي الإِمَامُ العَلَّامَةُ عِزُّ الدِّيْنِ حَمْزَةُ بنُ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ".
١٥ - خَلِيْلُ بنُ كَيْكَلْدَى العَلَائِيُّ الشَّافِعِيُّ، الإِمَامُ، العَلَّامَةُ، المُحَدِّثُ المَشْهُوْرُ (ت: ٧٦١ هـ) شَيْخُ المُؤَلِّفِ ابنِ رَجَبٍ، وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا جَاءَ فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (٢٠٦). جَاءَ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٤/ ٤٠٢): "قُلْتُ: وسَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا سَعِيْدٍ العَلَائِيَّ بِـ "بَيْتِ المَقْدِسِ".
١٦ - دَاوُدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّارُ (ت: ٧٥٢ هـ) أَخُو أَبِي الحَسَنِ، ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ أَبِي عُمَرَ (ت: ٦٨٢ هـ) رَقَم (٤٤٩) (٤/ ١٨١) قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ دَاوُدُ بنُ العَطَّارِ أَخُو أَبِي الحَسَنِ. . .". وَأَخُوْهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ مُحَدِّثٌ، مَشْهُوْرٌ (ت: ٧٤٢ هـ) تَرْجَمَ لَهُ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الكَامِنَةِ (٣/ ٧٣) وَدَاوُدُ المَذْكُوْرُ هُنَا مِنْ شُيُوْخِ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَشُيُوْخِ وَالِدهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رَقَمْ (١٤٦) وَلَهُمَا أَخْبَارٌ كَثِيْرَةٌ فِي الكُتُبِ.
١٧ - رَجَبُ بنُ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ، جَدُّ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَ"رَجَبٌ" لَقَبُهُ؛ لأَنَّهُ وُلِدَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي ذِكْرِ نَسَبِ المُؤَلِّفِ.
١٨ - زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَقْدِسِيَّةُ، المَشْهُوْرَةُ بِـ "زَيْنَبُ بِنْتُ الكَمَالِ" (ت: ٧٤٠ هـ) مُحَدِّثَةٌ مَشْهُوْرَةٌ ذَكَرَهَا المُؤَلِّفُ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (١/ ٩٧، ١٢٢، ١٨٩، ٣٤٣) قَالَ: "أَنْبَأَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ المَقْدِسِيِّ" كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هِيَ شَيْخَتُهُ إِجَازَةً، فَقَدْ تُوُفِّيَتْ وَعُمْرُهُ لا يَتَجَاوَزُ أَرْبَعَ سِنِيْن.
المقدمة / 21
١٩ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرِ بنِ أَيُّوْبَ "ابنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ" (ت: ٧٦٩ هـ) أَخُو الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّيْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ المَشْهُوْرِ. وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا فِي مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (١٣٨). وَيُرَاجَعُ: الدَّارِسُ فِي تَارِيْخِ المَدَارِسِ (٢/ ٩٠، ٩١).
٢٠ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ بنِ عَبْدِ السَّلامِ بنِ تَيْمِيَّةَ الحَرَّانِيُّ (ت: ٧٤٧ هـ) أَخُو شَيْخِ الإِسْلامِ. ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ جَدِّهِ مَجْدِ الدِّيْنِ عَبْدِ السَّلامِ قَالَ: "قَالَ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ القَيِّمِ حَدَّثَنِي أَخُو شَيْخِنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الحَلِيْمِ بنِ تَيْمِيَّةَ قُلْتُ: وَقَدْ أَجَازَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ هَذَا عَنْ أَبِيْهِ. . .".
٢١ - عَبْدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ الزَّرِيْرَانِيُّ (ت: ٧٤١ هـ) شَرَفُ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، ابنُ شَيْخِ العِرَاقِ تَقِيِّ الدِّيْنِ (ت: ٧٢٩ هـ) قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٥/ ١٠٤) "حَضَرْتُ دَرْسَهُ وَأَنَا إذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ لَا أُحِقُّهُ جَيِّدًا".
٢٢ - عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَمَاعَةَ (ت: ٧٦٧ هـ) هُوَ شَيْخُ الحَافِظِ ابنِ رَجَبٍ وَشَيْخُ أَبِيْهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رَقَم (٢٣٥) وَذَكَرَهُ الحَافِظُ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (١/ ١٩٣) قَالَ: "قُلْتُ: وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إبْرَاهِيْمَ بنِ جَمَاعَةَ الكِنَانِيُّ الشَّافِعِيُّ قَاضِي الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ. . .".
٢٣ - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ بنِ الوَجِيْهِ الوَاسِطِيُّ (ت: ٧٤٠ هـ) ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ فِي "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" في مَوْضِعَيْنِ: (٥/ ١٦، ١٤٧) قَالَ فِي المَوْضِعِ الأَوَّلِ - في تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُوْدٍ البَغْدَادِيِّ -: ". . . وَقَرَأَ عَلَى شَيْخِنَا ابنِ مُؤْمِنٍ"، وَقَالَ في المَوْضِعِ الثَّانِي - في تَرْجَمَةِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ البَزَّارِ (ت: ٧٤٩ هـ) -:
المقدمة / 22
"وَتَلَا بِـ "بَغْدَادَ" خَتْمَةً لأَبِي عَمْرٍو عَلَى شَيْخِنَا عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ الوَاسِطِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضَ تَصَانِيْفِهِ في القِرَاءَاتِ" وَهُوَ شَيْخُهُ وَشَيْخُ أَبِيْهِ أَيْضًا، ذَكَرَهُ ابنُ الجَزَرِيُّ في "غَايَةِ النِّهاية" (١/ ٤٢٩) وَقَالَ: "الأُسْتَاذُ، العَارِفُ، المُحَقِّقُ، الثِّقَةُ، المَشْهُوْرُ، …، وَلَمَّا ذَكَرَ الآخِذِيْنَ عَنْهُ قَالَ: "وشَيْخُنَا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ رَجَبٍ الحَنْبَلِيُّ لِلسَّبْعِ خَاصَّةً، وسَمِعَ مِنْهُ حُرُوْفَ العَشَرَةِ مِنْ كِتَابَيْهِ" وَلَمْ يَرِدْ في "المُنْتَقَى مِنَ المُعْجَمِ"؟!.
٢٤ - عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ نَصْرِ بنِ فَهْدٍ المَعْرُوْفِ بـ "ابنِ قَيِّمِ الضِّيَائِيَّة" (ت: ٧٦١ هـ) ذَكَرَهُ المُؤلِّفُ في "الذَّيْلِ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ" (٤/ ٢٢٦) في تَرْجَمَةِ شَمْسِ الدِّيْنِ بنِ الكَمَالِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ (ت: ٦٨٨ هـ) فَقَالَ: "وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم: ابنُ الخَبَّازِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ "ابنُ قَيِّمِ الضِّيَائِيَّةِ". . ." وَهُوَ شَيْخُ أَبيْهِ كَمَا في مُعْجَمِ شُيُوْخِهِ "المُنْتَقَى" رقم (٢٠٨)، وَتَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ (٣/ ٢/ ١٧٠).
٢٥ - وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ الخَزْرَجِيُّ، عَفِيْفُ الدِّيْنِ المَطَرِيُّ المَدَنِيُّ (ت: ٧٦٥ هـ) جَاءَ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (٤/ ١٥٤) - في تَرْجَمَةِ سُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ القَوِيِّ الطُّوْفِيِّ (ت: ٧١٦ هـ) - "وَقَدْ ذَكَرَ ذلِكَ عَنْهُ شَيْخُنَا المَطَرِيُّ، حَافِظُ المَدِيْنَةِ وَمُؤَرِّخُهَا".
٢٦ - عَبْدُ اللهِ بنُ يُوْسُفَ "ابنُ هِشَامٍ" الأَنْصَارِيُّ، جَمَالُ الدِّيْنِ أَبُو مُحَمَّدٍ (ت: ٧٦١ هـ) الإِمَام النَّحْوِيُّ المَشْهُوْرُ، صَاحِبُ "المُغْنِي" وَ"التَّوْضِيْحِ" وَغَيْرِهِمَا، جَاءَ فِي رِسَالَةِ الكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾:
المقدمة / 23
"وَالعَجَبُ أَنَّ أَبَا حَيَّان الأَنْدَلُسِيّ أَنْكَرَ عَلَى الزَّمَخْشَرِيّ … وَرَدَّ عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدِ بنِ هِشَامٍ. . .".
٢٧ - عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بنِ عَبْدِ اللهِ، صَفِيُّ الدِّيْنِ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٣٩ هـ) تُوُفِّيَ صَفِيُّ الدِّيْنِ وَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يَتَجَاوَزِ الثَّالِثَةَ، لكِنَّهُ أَجَازَ لَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" في غَيْرِ مَوْضِعٍ وَيَصِفُهُ بـ "شَيْخِنَا بِالإِجَازَةِ" يُرَاجَعُ: ١/ ٨١، ١١١، ١١٥، ١١٢، ١٣٨، ١٧٠، ١٧٢، ٢٠٢، ٢٩٨، ٤٨٧. ٤/ ٨١. ٥/ ٨٣، ١٦٠.
٢٨ - وَعُثْمَانُ بنُ يُوْسُفَ بنِ أَبي بَكْرٍ النُّوَيْرِيُّ المَكِّيُّ (ت: ٧٥٦ هـ)، وَهُوَ شَيْخُهُ وشَيْخُ وَالِدِهِ المُقْرِئُ شِهَابِ الدِّيْنِ، ذَكَرَهُ في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (١٨١). وَيُرَاجَعُ: تَارِيْخُ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ: (٣/ ٢/ ٨٥).
٢٩ - عَلِيُّ "عَبْدُ المُنْعِمِ" بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبي الجَيْشِ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٤٢ هـ) أَكْثَرَ المُؤَلِّفُ مِنَ الإخْبَارِ عَنْهُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (١/ ١٥١. ٢/ ٢٠٩. ٣/ ٣٧٦، ٤٢١، ٤٧٧. ٤/ ١٢٢، ١٤٠، ١٤١، ١٥٦، ١٧٢، ٢٠٢. ٥/ ١٦٠). وَهُوَ أَيْضًا شَيْخُ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى": رقم (٢٧). وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ مَعَ هَذَا لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ المُؤَلِّفُ فِي كِتَابِهِ؟! اسْتَدْرَكْتُهُ فِي مَوْضِعِهِ.
٣٠ - عَلِيُّ بنُ عُمَرَ، عَلَاءُ الدِّيْنِ الرَّقِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، الشَّافِعِيُّ، المَعْرُوْفُ بِـ "التَّعْجِيْزِيِّ" (ت: ٧٦٤ هـ) عُرِفَ بِـ "التَّعْجِيْزِيِّ" لِحِفْظِهِ كِتَاب "التَّعْجِيْزِ" لابْنِ يُوْنُسَ المَوْصِلِيِّ. ذَكَرَهُ وَلِي الدِّيْنِ العِرَاقِيُّ فِي ذَيْلِ العِبَرِ (١/ ١٢٦) وَقَالَ: "سَمِعَ مِنْهُ وَالِدِي، وَابْنُ سَنَدٍ، وَابْن رَجَبٍ. . .".
المقدمة / 24
٣١ - عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ، نَجِيْبُ الدِّيْنِ (ت؟) لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْبَارِهِ ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ فِي تَرْجَمَةِ عَلِيِّ بنِ عُثْمَانَ الوُجُوْهِيِّ (ت: ٦٧٢ هـ) رَقَم (٤٣٢) (٤/ ١١٦) قَالَ: "رَوَى عَنْهُ ابنُ خَرُوْفٍ المَوْصِلِيُّ وَشُيُوْخُنَا بِالإِجَازَةِ نَجِيْبُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الرِّفَاعِيُّ. . .".
٣٢ - عَلِيُّ بنُ المُنَجَّى بنِ عُثْمَانَ بنِ أَسْعَدَ بنِ المُنَجَّى التَّنُوْخِيُّ (ت: ٧٥٠ هـ) قَالَ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ": (٥/ ١٦٧) "قَرَأْتُ عَلَيْهِ "جُزْءًا" فِيْهِ الأَحَادِيْثُ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ فِي "صَحِيْحِهِ" عَنِ الإِمَامِ أَحْمَدَ".
٣٣ - عُمَرُ بنُ حَسَنِ بنِ مَزْيَدِ بنِ أُمَيْلَةَ المَرَاغِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الحَلَبِيُّ المِزِّيُّ مُسْنِدُ الشَّامِ. (ت: ٧٧٨ هـ) جَاءَ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" ١/ ٢٢٨ قَرَأْتُ عَلَى أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنَ حَسَنٍ المِزِّيَّ. . .".
٣٤ - عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ القَزْوِيْنِيُّ (ت: ٧٥٠ هـ) أَسْنَدَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (١/ ١٥١، ٣٤٥، ٤/ ٤٨٧) قَالَ في المَوْضِعِ الأَوَّلِ "قَرَأْتُ عَلَى أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ القَزْوِيْنِيِّ بـ "بَغْدَادَ". . . ." وَهُوَ مِنْ شُيُوْخِ وَالِدِهِ كَمَا في مُعْجَمِهِ "المُنْتَقَى" رقم (١١٧)، وفِي تَارِيْخِ ابنِ قَاضِي شُهْبَةَ: (٢/ ١/ ٦٩٧) "سَمِعَ مِنْهُ المُقْرِئُ شِهَابُ الدِّيْنِ ابنُ رَجَبٍ، وَذَكَرَهُ فِي "مُعْجَمِهِ" وَوَلَدُهُ الحَافِظُ زَيْنُ الدِّيْنِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ "مَشْيَخَتَهُ".
٣٥ - عُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَالِمِ بنِ خَلَفِ بنِ فَضْلٍ البَذَّيُّ المَقْدِسِيُّ (ت: ٧٦٠ هـ) ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ ابنُ رَجَبٍ في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (٤/ ٢٢٦) - في تَرْجَمَةِ ابنِ الكَمَالِ - فَقَالَ: "حَدَّثَنَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُم ابنُ الخَبَّازِ … وَعُمَرُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَالِمٍ المَقْدِسِيُّ.
المقدمة / 25