Min duyul Al-Ibar

al-Dahabi d. 748 AH
89

Min duyul Al-Ibar

من ذيول العبر

Genres

Histoire

وفيها كانت 29 والملحمة العظمى بالأندلس بظاهر غرناطة فقتل فيها من الفرنج أزيد من ستين ألفا ولم يقتل من عرف من عسكر المسلمين سوى ثلاثة عشر نفسا إن في ذلك لآية فلله الحمد على هذا النصر المبين واشتهرت هذه الكائنة وصحت لدينا ونقلها جماعة منهم رفيقنا المحدث أبو عبد الله بن ربيع وكان هناك على بيع الغنيمة فقال لما بلغ العدو حال السلطان الغالب بالله أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن الأحمر وأنه محصن لبلاده استنفروا من جميع بلادهم ودخل دونبتره صاحب قشتالة إلى الباب بطليطة فأذن له وقوى عزمه ليستأصل مابقى بالأندلس للمسلمين فاستنجد ابن الأحمر بصاحب فاس المرينى فلم يتحرك ولجأ الخلق إلى الله واستغاثوا به فأقبل الكفر في جيش ناهيك أنه اشتمل على خمسة وعشرين سلطانا وأتوا غرناطة ونزلوا على نهر شنيل ممتدين فعزم السلطان ابن الأحمر على أمير جيوشه الصالح المجاهد أبي سعيد عثمان بن أبي العلا أن يبرز إليهم بالعسكر في نصف ربيع الآخر وذلك يوم عيد العنصرة للعدو وخرج من رجالة غرناطة نحو خمسة آلاف من المطوعة فعزم عليهم أبو سعيد أن يرجعوا حياطة لهم وأن يكون طريق الخيل لهم مصاحبا لكونه أمنع وأوصاهم أن يثبتوا بمكان عينه لهم 29 ظ وترجل أبو سعيد وبكى وسجد فضج الخلق بالدعاء وحرك الفرسان الحرب فاستشهد أمير رندة فجاشت لمصرعه نفوس الأبطال وحمى القتال ووجه أبو سعيد إلى الرجالة أن يسرعوا إلى خيام العدو فبادروا ونزل الخذلان على عباد الصليب وعمل فيهم السيف أكثر النهار وحاز المسلمون غنيمة لم نسمع بمثلها وقتلت ملوكهم الكل وأقل ما قيل أن عدد القتلى خمسون ألفا ومنهم طاغيتهم الأكبر دونبترة فصبر وعلق على باب غرناطة ورتب للأسارى ولمن يحرسهم كل يوم خمسة آلاف درهم وقيل كان عدة فرسان المسلمين ألفين وخمسمائة وقيل أقل من ذلك وذلت النصارى والتمسوا عقد هدنة وعندى هذه الغزوة المباركة مطوله مفصلة صحيحة

ومات بدمشق في المحرم الشيخ عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة القلانسى المقرئ عن سبع وسبعين سنة وله مشيخة ثنا عن عمه الرشيد بن مسلمة وابن علان وجماعة وعن السخاوى حضورا وكان فيه خير وقناعة

وماتت بحماة نخوة بنت محمد بن عبد القاهر بن النصيبى روت لنا عن يوسف بن خليل

Page 106