La suite des proverbes
ذيل الأمالي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Année de publication
1398هـ 1978م
Lieu d'édition
بيروت
( قال الأصمعي ) كان حاتم من شعراء العرب وكان جوادا شاعرا وكان شعره يشبه جوده وجوده يشبه شعره وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفرا إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإ ذا أسر أطلق وكان يقسم بالله لا يقتل واحد أمه وكان إذا أهل الشهر الأصم وهو رجب الذي كانت العرب تعظمه في الجاهلية نحر كل يوم عشرة من الإبل فأطعم الناس واجتمعوا إليه فكان ممن يأتيه من الشعراء الحطيئة وبشر بن أبي خازم وذكر أن أم حاتم أتيت وهي حبلى في المنام فقيل لها غلام سمح يقال له حاتم ألا قولي أحب إليك أم عشرة غلمة كالناس ليوث عند الناس ليسوا بأوغال ولا أنكاس فقالت لا بل حاتم فولدت حاتما فلما ترعرع جعل يخرج طعامه فإن وجد أحدا أكل معه وإن لم يجد أحدا طرحه فلما رأى أبوه أنه يهلك طعامه قال الحق بالإبل فخرج إليها ووهب له جارية وفرسا وفلوها فلما أتاها طفق يبغي الناس فلا يجدهم ويأتي الطريق فلا يجد عليها أحدا فبينا هو كذلك إذ بصر بركب على الطريق فأتاهم فقالوا يا فتى هل من قرى فقال حاتم تسألون عن القرى وقد رأيتم الإبل انزلوا وكان الذين بصر بهم عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم وزياد بن جابر وهو النابغة وكانوا يريدون النعمان فنحر لهم حاتم ثلاثة من الإبل فقال عبيد إنما أردنا اللبن وكانت تكفينا بكرة إذ كنت لا بد متكلفا لنا فقال حاتم قد عرفت ولكني رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فعلمت أن البلدان غير واحدة فأحببت أن يبقى لي منكم في كل بلد ذكر فقالوا فيه شعرا يمتدحونه ويذكرون فضله فقال لهم حاتم إنما أردت أن أحسن إليكم فصار لكم علي الفضل وعلي أن أضرب عراقيب إبلي أو تقوموا إليها فتقتسموها ففعلوا فأصاب الرجل منهم تسعة وثلاثين بعيرا ومضوا على سفرهم إلى النعمان وسمع أبوه بما فعل فأتاه فقال أين الإبل فقال يا أبت طوقتك طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال رجل يحمل لنا بيت شعر أبدا بإبلك فقال أبوه أبابلي قال نعم قال والله لا أسكن معك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما فقال في ذلك حاتم يذكر تحول أبيه عنه
( وإني لعف الفقر مشترك الغنى
وتارك شكل لا يوافقه شكلي )
( وشكلي شكل لا يقوم بمثله
من الناس إلا كل ذي ثقة مثلي )
Page 155