١٤٨ - وفيه أيضًا بسنده إلى أبي معشر
أن رجلًا آلى بيمين أن لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس، فلما قاسى من بلاء النساء فاستشار تسعًا وتسعين نفسًا، فبقى واحد فخرج على أن يسأل أول من يطرأ عليه، فرأى مجنونًا قد اتخذ قلادة من عظم، وسود وجهه، وركب قصبة، وأخذ رمحه، فسلم عليه وقال: مسألة؟ قال: اسأل ما يعنيك، وإياك وما لا يعنيك، واحذر رمحة هذا الفرس قال: فقلت: مجنون والله، ثم قلت: إني رجل لقيت من النساء بلاء، وآليت أن لا أتزوج حتى أستشير مائة نفس، وأنت تمام المائة، فقال: أعلم أن النساء ثلائة واحدة لك، وواحدة عليك، وواحدة لا لك ولا عليك، فأما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك، إن رأت خيرًا حمدت، وإن رأت شرًا، قالت: كل الرجال كذا.
وأما التي عليك ولا لك، فامرأة لها ولد من غيرك، فهي التي تسلخ الزوج وتجمع لولدها.
وأما التي لا لك ولا عليك، فامرأة تزوجت زوجًا قبلك إن رأت خيرًا قالت هكذا يجب، وإن رأت شرًا حَنَّتْ لزوجها الأول، قال: فقلت: نشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى؟ قال: ألم أشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك؟! فأقسمت عليه، فقال: إني طلبت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء (٤٧).
_________
(٤٧) أخرجه أبو القاسم النيسابوري (ص/٦٢) في المصدر السابق.
1 / 91