قال: عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت؟ قال: لا تعجل قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذٍ" (١٧).
فإن أعوذ بالله أن أكون قاضيًا، قال وما منعك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من كان قاضيًا فقضى بجورٍ كان من أهل النار، ومن كان قاضيًا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيًا عالمًا قضى بحق أو بعدلٍ سأل أن ينقلب كفافًا" (١٨).
١٢٥ - وأخرج الطبراني عن نافع قال: لما قتل عثمان جاء عليٌّ إلى ابن عمر فقال: إنك محبوب في الناس فسر إلى الشام.
فقال ابن عمر: بقرابتي وصحبتي لرسول الله ﷺ، وللرحم الذي بيننا إلا أعفيتني. فلم يعاوده (١٩).
_________
(١٧) أي لجأ إلى ملجأ، وأي ملجأ، قال ابن العربي: دليلٌ على أن كل من صرح بالاستعاذة بالله لأحدٍ شيءٍ فليجب إليه وليقبل منه، وقد ثبت أن المصطفي ﷺ دخل على امرأةٍ قد نكحها فقالت له: أعوذ بالله منك فقال: "لقد عذت بمعاذٍ، الحقي بأهلك".
(١٨) إسناده ضعيف. أخرجه الترمذي (١٣٣٧) وقال: حديث غريب، وليس إسناده عندي بمتصلٍ، وأحمد (١/ ٦٦)، وابن سعد (٤/ ١/١٠٨)، وابن حبان (٧/ ٢٥٧) في سنده عند الجميع عبد الملك بن أبي جميلة، وهو من المجهولين كما في التقريب (١/ ٥١٨).
* عزاه الهيثمي (٤/ ١٩٣) في مجمع الزوائد إلى الطبراني في "الأوسط"، والبزار.
(١٩) إسناده ضعيف. أخرجه الطبراني (١٣٠٤٧) في الكبير، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس.
قلت: الثابت في ترجمة الرجل أنه صدوقٌ، ولكنه اختلط، ولم يذكر عنه التدليس.
1 / 82