٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَرَكَ الْجُلُوسَ فِيهِ، وَاتَّخَذَ قَيْنَةً، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ ﷿ لَمْ يَرْضَ لِنَبِيِّهِ ﷺ الشِّعْرَ، فَقَالَ: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾ [يس: ٦٩] وَكَيْفَ إِذَا اجْتَمَعَ زِيُّ الْفَاسِقِينَ وَأَصْوَاتُهُمُ اللَّعِينَةُ، وَعِيدَانُهُمُ الْوَحِشَةُ الْمَلْعُونَةُ، وَالنِّسَاءُ الْمُتَبَرِّجَاتُ بِالزِّينَةِ؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى مَنْ فَعَلَ هَذَا يُوَقَّى الْهَلَكَةَ، وَلَا عُذِرَ فِي النِّعْمَةِ، وَلَا وَضَعَ مَا رَزَقَهُ اللَّهُ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ ﷿، فَانْظُرْ يَا أَخِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَرَجْتَ، وَفِي أَيِّ شَيْءٍ دَخَلْتَ، وَعَلَى مَنْ أَقْبَلْتَ، وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ، وَعَنْ مَنْ أَعْرَضْتَ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْكَ فَإِنَّكَ إِنْ أَحسَنْتَ النَّظَرَ عَلِمْتَ أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنَ النُّورِ وَدَخَلْتَ فِي الظُّلْمَةِ، وَأَعْرَضْتَ عَنِ اللَّهِ ﷿، وَأَعْرَضَ اللَّهُ ﷿ عَنْكَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ فَإِنَّ أَهْوَنَ دَاءٍ مِنْ دَائِكَ يَقْتُلُ صَاحِبَهُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى "
٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ الْأُمَوِيُّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: ⦗٥١⦘ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى سَهْلٍ مَوْلَاهُ أَمَّا بَعْدُ: " فَإِنِّي اخْتَرْتُكَ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي بِكَ لِتَأْدَيِبِ وَلَدِي وَصَرَفْتُهُمْ إِلَيْكَ عَنْ غَيْرِكَ مِنْ مَوَالِيَّ وَذَوِي الْخَاصَّةِ لِيَ، فَخُذْهُمْ بِالْجَفَاءِ فَهُوَ أَمْعَنُ لِإِقْدَامِهِمْ، وَتَرْكِ الصُّحْبَةِ، فَإِنَّ عَادَتَهَا تُكْسِبُ الْغَفْلَةَ، وَقِلَّةِ الضَّحِكِ؛ فَإِنَّ كَثْرَتَهُ تُمِيتُ الْقَلْبَ، وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أَدَبِكَ بُغْضُ الْمَلَاهِي، الَّتِي بَدْؤُهَا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَعَاقِبَتُهَا سَخَطُ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ أَنَّ حُضُورَ الْمَعَازِفِ وَاسْتَمَاعَ الْأَغَانِي وَاللَّهْجَ بِهِمَا يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ الْعُشْبَ الْمَاءُ وَلَعَمْرِي لَتَوَقِّي ذَلِكَ بِتَرْكِ حُضُورِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَيْسَرُ عَلَى ذِي الذِّهْنِ مِنَ الثُّبُوتِ عَلَى النِّفَاقِ فِي قَلْبِهِ، وَهُوَ حِينَ يُفَارِقُهَا لَا يَعْتَمِدُ مِمَّا سَمِعَتْ أُذُنَاهُ عَلَى شَيْءٍ يَنْتَفِعُ بِهِ وَلْيَفْتَتِحْ كُلُّ غُلَامٍ مِنْهُمْ بِجُزْئِهِ مِنَ الْقُرْآنِ، يَتَثَبَّتُ فِي قِرَاءَتِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ تَنَاوَلَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْعَرَضِ حَافِيًا فَرَمَا سَبْعَةَ أَرْشَاقٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْقَائِلَةِ، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ قِيلُوا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَقِيلُ، وَالسَّلَامُ "
٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ الْأُمَوِيُّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مُؤَدِّبِ وَلَدِهِ: ⦗٥١⦘ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَى سَهْلٍ مَوْلَاهُ أَمَّا بَعْدُ: " فَإِنِّي اخْتَرْتُكَ عَلَى عِلْمٍ مِنِّي بِكَ لِتَأْدَيِبِ وَلَدِي وَصَرَفْتُهُمْ إِلَيْكَ عَنْ غَيْرِكَ مِنْ مَوَالِيَّ وَذَوِي الْخَاصَّةِ لِيَ، فَخُذْهُمْ بِالْجَفَاءِ فَهُوَ أَمْعَنُ لِإِقْدَامِهِمْ، وَتَرْكِ الصُّحْبَةِ، فَإِنَّ عَادَتَهَا تُكْسِبُ الْغَفْلَةَ، وَقِلَّةِ الضَّحِكِ؛ فَإِنَّ كَثْرَتَهُ تُمِيتُ الْقَلْبَ، وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أَدَبِكَ بُغْضُ الْمَلَاهِي، الَّتِي بَدْؤُهَا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَعَاقِبَتُهَا سَخَطُ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ أَنَّ حُضُورَ الْمَعَازِفِ وَاسْتَمَاعَ الْأَغَانِي وَاللَّهْجَ بِهِمَا يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ الْعُشْبَ الْمَاءُ وَلَعَمْرِي لَتَوَقِّي ذَلِكَ بِتَرْكِ حُضُورِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَيْسَرُ عَلَى ذِي الذِّهْنِ مِنَ الثُّبُوتِ عَلَى النِّفَاقِ فِي قَلْبِهِ، وَهُوَ حِينَ يُفَارِقُهَا لَا يَعْتَمِدُ مِمَّا سَمِعَتْ أُذُنَاهُ عَلَى شَيْءٍ يَنْتَفِعُ بِهِ وَلْيَفْتَتِحْ كُلُّ غُلَامٍ مِنْهُمْ بِجُزْئِهِ مِنَ الْقُرْآنِ، يَتَثَبَّتُ فِي قِرَاءَتِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ تَنَاوَلَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْعَرَضِ حَافِيًا فَرَمَا سَبْعَةَ أَرْشَاقٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْقَائِلَةِ، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ قِيلُوا؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَقِيلُ، وَالسَّلَامُ "
1 / 50