La répréhension des passions

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
59

La répréhension des passions

ذم الهوى

Chercheur

مصطفى عبد الواحد

وَبَيَانُ ذَلِكَ بِمَثَلٍ وَهُوَ أَنَّ امْرَأَةً مُسْتَحْسَنَةً مَرَّتْ عَلَى رَجُلَيْنِ فَلَمَّا عَرَضَتْ لَهُمَا اشْتَهَيَا النَّظَرَ إِلَيْهَا فَجَاهَدَ أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ فَمَا كَانَتْ إِلا لَحْظَةً وَنَسِيَ مَا كَانَ وَأَوْغَلَ الآخَرُ فِي النَّظَرِ فَعَلِقَتْ بِقَلْبِهِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ فِتْنَتِهِ وَذَهَابِ دِينِهِ فَبَانَ لَكَ أَنَّ مُدَارَاةَ الْمَعْصِيَةِ حَتَّى تَذْهَبَ أَسْهَلُ مِنْ مُعَانَاةِ التَّوْبَةِ حَتَّى تُقْبَلَ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ مَنْ تَخَايَلَ الثَّوَابَ خف عَلَيْهِ الْعلم فصل قَدْ حَثَّ اللَّهُ ﷿ عَلَى الصَّبْرِ فِي كِتَابِهِ وَأَمَرَ بِهِ وَمَدَحَ أَهْلَهُ فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي نَحْوٍ مِنْ سَبْعِينَ مَوْضِعًا مِنَ الْقُرْآنِ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ الْمَنْقُولِ كَثِيرٌ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ اعْلَمُوا أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ أَلا وَإِنَّهُ لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَبر لَهُ وَقَالَ الْأَشْعَث بْنِ قَيْسٍ إِنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَإِلا سَلَوْتَ كَمَا تَسْلُوا الْبَهَائِمُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّوْزِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يُونُس عَن من حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيٍّ ﵇ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الصَّبْرُ ثَلاثَةٌ فَصَبْرٌ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَصَبْرٌ

1 / 59