182

La Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Chercheur

إحسان عباس

Maison d'édition

الدار العربية للكتاب

Lieu d'édition

ليبيا - تونس

عبد الله بخنجره فقضى عليه مع مولاه. وأخرج رأس المنذر للوقت من قصره فوق قناةٍ ينادى عليه: هذا جزاء من عصى أمير المؤمنين هشامًا ودفع حقه، يريد بذلك الرجل الذي كان يدعى له يومئذ بإشبيلية، تعلقًا من هذا المارد لولايته، وتوطئة لقيامه، إذ كان هذا القتيل ممن رد طاعة هشام تأسيًا بوالده يحيى وبخاله إسماعيل بن ذي النون؛ فنزلت بسرقسطة يومئذ حادثة عظيمة، وأشرف أهلها على فتنة شديدة، واضطربت لها حالهم، وطمع فيهم أكثر من كان يجاورهم، وأذعنوا لهذا الغوي المتوثب عليهم آنفًا، ورهبوه لاستجاشته الغوغاء والسلفة؛ فملك البلد لنفسه.
وكان سليمان بن هود الجذامي صاحب لاردة وقته مقيمًا بتطيلة بجمعه، فسارع إلى سرقسطة ساعة سمع بخبر منذر رجاءً في دخولها، فمنعه هذا الفتى القاتل، ثك جاءه إسماعيل بن ذي النون خال منذر ممتعضًا لما جرى على ابن أخته، فامتنع ابن حكم بالقصبة، واتصلت الفتنة، ونال أهل سرقسطة يومئذ جهد شديد وخربت أحوالهم.
قال ابن حيان: وكان ركب ابن حكم القاتل من خطة التغرير

1 / 186