100

Les Trésors et les Génies - Dictionnaire culturel global

الذخائر والعبقريات

Maison d'édition

مكتبة الثقافة الدينية

Lieu d'édition

مصر

Genres

وكان بين ابن أبي دُواد وبين الوزير الجبّار محمد بن عبد الملك الزيات، الذي تؤثر عنه هذه الكلمة: الرَّحْمة خَوَرٌ في الطّبيعة - منافساتٌ وشحناء، حتى إن شخصًا كان يصحب ابن أبي دُواد ويختصُّ بقضاء حوائجه، منعَه الوزير المذكورُ من التردّد إليه، فبلغ ذلك ابن أبي دُوادٍ، فجاء إلى الوزير وقال: والله، ما أجيئك متكثّرًا بِك من قلّة، ولا متعزّزًا بك من ذِلّة، ولكن أمير المؤمنين رتَّبك مرتبةً أوجبت لقاءَك، فإن لقيناك فلَه، وإن تأخّرنا عنك فلك. . . ثم نهض من عنده. . . قال ابن خلكان: وكان فيه - في ابن أبي دُواد - من المكارم والمحامد ما يستغرق الوصفَ. . . وكان يقال: أكرم من كان في دولةِ بني العباس البرامكةُ ثم ابن أبي دُواد. . . حدث الجاحظ قال: غضب المعتصم على رجلٍ من أهل الجزيرة الفراتية، وأُحضِر السيفُ والنطعُ فقال له المعتصم: فعلْتَ وصنَعْتَ، وأمر بضربِ عنُقه: فقال له ابن أبي دُواد: يا أميرَ المؤمنين، سبقَ السيفُ العَذَلَ، فتأنَّ في أمره فإنّه مظلوم، قال: فسكن المعتصم

1 / 89