Delil al-I'jaz
دلائل الإعجاز ت هنداوي
Chercheur
د. عبد الحميد هنداوي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١ م
Lieu d'édition
بيروت
Genres
فقال ﷺ: أجدت، لا يفضض الله فاك. قال الراوي: فنظرت إليه، فكأنّ فاه البرد المنهلّ، ما سقطت له سنّ ولا انفلّت، ترفّ غروبه «١».
ومن ذلك حديث كعب بن زهير. روي أن كعبا وأخاه بجيرا خرجا إلى رسول ﷺ حتى بلغا أبرق العزّاف «٢»، فقال كعب لبجير: الق هذا الرجل وأنا مقيم هاهنا، فانظر ما يقول. وقدم بجير على رسول الله ﷺ، فعرض عليه الإسلام فأسلم، وبلغ ذلك كعبا، فقال فى ذلك شعرا، فأهدر النبي ﷺ دمه فكتب إليه بجبر يأمره أن يسلم ويقبل إلى النبي ﷺ ويقول إنّ من شهد أن لا الله وأن محمدا رسول الله، قبل منه رسول الله ﷺ، وأسقط ما كان قبل ذلك قال: فقدم كعب وأنشد النبي ﷺ قصيدته المعروفة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم إثرها، لم يفد، مغلول
وما سعاد غداة البين إذ رحلت ... إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنّه منهل بالرّاح معلول
سحّ السّقاة عليها ماء محنية ... من ماء أبطح أضحى وهو مشمول
ويلمها خلّة لو أنّها صدقت ... موعودها، أو لو أنّ النّصح مقبول «٣»
_________
(١) انفلّت: أي انكسرت. رفّ: برق وتلألأ. غروب: حدة الأسنان ترف غروبه: تتلألأ أسنانه. اه الصحاح: مادة/ فلّ/ (٢/ ٢٦٠)، مادة/ غرب/ (٢/ ١٩١)، مادة/ رفف/ (١/ ٤٩٦).
(٢) وهو ماء لبني أسد بين البصرة والمدينة ١/ ٦٨، ٤/ ١٠٨ (معجم البلدان). والخبر موجود في السيرة النبوية.
(٣) الأبيات من ديوان كعب بن زهير، وانظر طبقات فحول الشعراء رقم (١١٧، ١١٨)، وفي الأغاني (١٧/ ٨٥ - ٩٤). وجاء البيت الأول في الأغاني بقافية مخالفة وهي «مكبول» المقصود: المكبّل بالقيد. والتبل: أن يسقم الهوى الإنسان، وقيل: تبله تبلا: ذهب بعقله. انظر اللسان (تبل).
متيّم: التّيم: أن يستعبده الهوى، ورجل متيّم. وقيل التّيم: ذهاب العقل وفساده. اللسان (تيم).
البين: الفراق. اللسان (بين). أغنّ: ظبي صغير في صوته حسن. مكحول: بعينيه كحل. تجلو:
تصقل وتكشف. العوارض: جمع عارضة: الأسنان. ظلم: ماء الأسنان وبريقها ورقتها، المنهل:
الشرب الأوّل. الرّاح: الخمر، اسم لها. اللسان (روح). وجاء البيت الرابع منها من رواية مشهورة بلفظ:
شجت بذى شيم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
وسحّ: صبّ الماء صبّا متتابعا. المحنية من الوادي: منعرجه حيث ينعطف عن السّند. اللسان:
مادة (حنا). أبطح: من البطح: البسط، والأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى، والأبطح قد يعني: أبطح مكة، والخلة: كل نبت حلو، وقيل: الأرض التي لا حمض بها، وقيل: خبز الإبل.
انظر اللسان (بطح)، (خلل)، وانظر الإسعاد (شرح بانت سعاد).
1 / 26