État de dames dans un royaume de femmes
دولة سيدات في مملكة نساء
Genres
ولم يكن يأذن لرجل أن يقيم في مملكتهن يوما واحدا، وإنما لكيلا ينقرضن كن يزرن مدة أسبوع في السنة قبيلة الجاريجاريين في مملكة جارجاريا المجاورة لبنطس مملكتهن، فالذكور الذين يلدنهم بعد هذه الزيارة يقتلنهم أو يرسلنهم إلى آبائهم إذا كن يعرفنهم. وأما الإناث فيحتفظن بهن وتربيهن أمهاتهن، ويعلمنهن الزراعة والصيد وفن الحرب (بحسب قول المؤرخ سترابو)، راجع دائرة المعارف البريطانية.
ورد في إلياذة هوميروس أنهن غزون ليسيا فهزمهن بيليريفون، وهاجمن الفريجانيس الذين انتصر لهم بريام حين كان لا يزال غلاما على الرغم من أنهن أخذن جانبه ضد الإغريق تحت قيادة ملكتهن بتسيليا التي قتلها أخيل (أو أشيل).
كن يعبدن أريس إله الحرب، وإله تراقيا، والإلهة أرطاميس إلهة النور العذراء، والإله أجكس إله القوة، وكانت أزياؤهن وعاداتهن وتقاليدهن يونانية تقريبا.
وسترى في هذه القصة الغريبة الحوادث العجيبة التقاليد أن القوانين والشرائع التي تناقض الطبيعة البشرية لا يمكن أن تطاع طاعة تامة بصدق وإخلاص، ولا أن تنفذ إلا بالإكراه. فلا يمكن أن تقوى الآلهة على الإله كيوبد (إله الحب)؛ لأن هذا الإله يجاري قوة الله الواحد الأحد الذي قال: «انموا واكثروا، واملئوا الأرض.»
وسترى أيضا أن البشر في العصر الميثولوجي كانوا عن غير قصد ينفذون نبوءات الكهنة أو الكاهنات اللواتي كن يزعمن أنهن نبيات بوحي من الآلهة، يعني أن الناس كانوا متى سمعوا بنص نبوءة يتوجهون إلى تحقيقها من تلقاء أنفسهم، وهم يعتقدون أنهم يفعلون ذلك بدافع من الآلهة، بقوة حافزة في داخلهم، كأن ما يفعلونه قضاء إلهي مبرم لا بد من حدوثه.
وعند التحقيق في حوادث النبوءات كان المحققون يستنتجون أن تلك التكهنات النبوية كانت مكايد ينصبها الكهنة والكاهنات والأشخاص الذين يتصلون بهم وبالهيكل، كهيكل دلفي الذي اشتهر بنبوءاته التي كانت تتحقق بعض التحقيق؛ لأنها كانت مبهمة، وكان المقضي عليهم بمقتضاها يساعدون على تحقيقها منساقين بتأثيرها في أنفسهم.
وسترى في سياق هذه الرواية العجب العجاب من دهاء الكهنة أو الكاهنات، ومقدرتهم في التأثير على الأشخاص والجموع، فاقرأ.
الفصل الأول
في الهيكل
كان الفصل آخر الصيف، وكان الوقت عيد الحصاد تحتفل فيه الكاهنات، ثم سيدات الدولة على رأسهن الملكة، وبقية الأمة وراءهن، في هيكل أجكس إله القوة، وأرس إله الحرب، وهو هيكل فخم رحيب، ووراءه دير الراهبات متصل به، ومن الدير يدخلن من باب خلفي إلى قدس أقداس الهيكل.
Page inconnue