État de dames dans un royaume de femmes
دولة سيدات في مملكة نساء
Genres
وفيما أودينا عائدة من الحجرة السرية بالفتى قالت: أشعر باختلاج في قلبي يا سيدة القضاء، أمن سحر بابل هذا يا ترى؟
فقالت أوجستينا: لا تنسي أن تقفلي الباب وراءك، ثم أشارت للفتى أن يقعد فقعد، وقالت: من العبث التسآل عن هويتك يا هذا؛ لأنه لا ينتظر من متهم أن يصدق في جواب.
فقالت: إني في إعجاب عظيم يا سيدتي بفهمك الحقائق من غير سؤال. - أتظنني فاهمة الحقيقة منك تمام الفهم؟ - لا أدري ما هي الحقيقة التي فهمتها عني يا مولاتي. - أعني أنك من الطبقة التي تمتطي الجياد، وتحمل النجاد، وتصارع الآساد، وتنازل الأبطال، وتبارز الأقيال.
لقد سبقت فقررت يا سيدتي أنك لا تنتظرين مني جوابا جازما بهذا الشأن، فأخاف أن أجيب جوابا جازما فتنخدعين بصدقي. - يقينا لا يهمني من أنت ما دام القانون عندنا لا يميز بين الأشخاص، فحسبي أن المتهم أمامي بشخصه جسدا وحياة وعقلا وروحا. أجبني على سؤال واحد فقط بلا مراوغة ولا مواربة؛ لأن الأمر باستنطاقك جازم، من هي المرأة التي تتصل بها؟ - تضطرينني يا سيدتي أن أعود إلى صمتي السابق بعد أن أطلقت لباقتك العنان للساني، واستوفى تحقيقك حقوقه. - أجل، لا أرجع بوعدي لك أن أفسر ذنبك بالطيش والتهور لتبرئتك. ولكن إنجاز هذا الوعد لا يمنعني من الاستقصاء عن المرأة التي لك صلة بها. فإذا لم تبح باسمها وهويتها فلا بد من إنزال العقاب الشديد بك، وهذا ما أريد أن أتداركه ولو بتضحية مني. - شكرا لعطفك الذي لا يقدر بثمن، إذن اختصري الطريق واحكمي بالعقاب الآن، ولا مقتضى لانزعاج كلينا بالتحقيق العقيم.
ووقفت وأمسكت بأذنه وقالت: لله منك عنيدا مكابرا، حاولت إنقاذك فعاونت القدر على معاكستي.
وطوقت خصره بذراعها وهمت أن تضمه إلى صدرها، وإذا بأودينا تفاجئها قبل أن تفعل؛ فانتفضت إلى الوراء بهزة كأن تيارا كهربائيا نفضها، وكأن تيارا عصبيا كلح وجهها وصفره، وقالت: ماذا عسى يا أودينا؟
5 - بلاغ رسمي يا ذات القضاء والدينونة والصفح والمغفرة.
فقالت أوجستينا وهي تبتغي أن تختلق عذرا لسبب وقوفها إلى جانب الفتى، أمسكت بيده وقالت: أدخلي ذات العذار إلى حجرة السر هذه.
وبعد أن نفذت هذا الأمر قالت لها: أدخلي جورجيا ناقلة الأمر الملكي.
فدخلت جورجيا وحيت التحية الرسمية، فقالت أوجستينا: أمر جلالتها. - هل اعترف الفتى بشيء؟ - حاولت أن أجرعه مقيئا عسى أن يتقيأ اعترافه الصادق فلم أنجح، ولا أظنني أنجح. - تهدديه بالحكم بالموت، وإن أصر على الكتمان فأصدري الحكم، وأسمعيه نصه، وإن بقي مصرا فأرسلي نص الحكم إلى جلالتها. - سمعا وطاعة.
Page inconnue