L'État omeyyade en Syrie
الدولة الأموية في الشام
Genres
أنت خير المتاع لو كنت تبقى
غير أن لا بقاء للإنسان
أنت خلو من العيوب ومما
يكره الناس غير أنك فان
42
والحقيقة التي نريد إيرادها أن بعض الخلفاء أسرفوا في اقتنائهم الثياب إسرافا زائدا، كما أن بعضهم قتر على نفسه كعمر بن عبد العزيز الخليفة العادل، فكان لا يلبس إلا جبة بسيطة وسراويل رخيصة ولا يعتم إلا بعمة غليظة، وزهد عمر في الثياب والعطر منذ أن تولى مصالح المسلمين، فقال ابن الجوزي: «صلى عمر بن عبد العزيز الجمعة، ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه وخلفه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قد أعطاك، فلو لبست، فنكس مليا ثم رفع رأسه فقال: إن أفضل القصد عند الجدة وأفضل العفو عند المقدرة.»
43
وذكر شاهد عيان: «رأيت على عمر قلنسوة بيضاء لاطية برأسه وعمامة غليظة يعتم بها، ورأيته وعليه قميص قطري كتان ثمن دينار ودرهمين، وملاءة قرقتية مثل ذلك في الصيف، وكان عليه في الشتاء طيلسان، ورأيت عليه جبة مبطنة بفراء مكان القطن وفوق الجبة ثوب أبيض ظهارة وبطانة.»
44
وكان عمر يهتم بالثياب الفاخرة والعطر قبل خلافته، فذكر ابن الجوزي: «كان عمر بن عبد العزيز يسرف في عطره، فلقد كان يدخل في طيبه حمل القرنفل، ولقد رأيت العنبر على لحيته كالملح، فلما أفضت إليه الخلافة ترك ذلك وتبذل ... وكان عمر يعامل رياح بن عبده وكان تاجرا من أهل البصرة، أمره وهو بالمدينة أن يشتري له جبة خز، فاشتراها له بعشرة دنانير، ثم أتاه بها فمسها فقال: إني لأستخشنها، فلم ولي الخلافة أمرني فاشتريت له جبة صوف بدينار، فأتاه بها فجعل يدخل يده فيها ويقول: ما ألينها! فقال التاجر: عجيبا! تستخشن الخز أمس وتستلين الصوف اليوم.»
Page inconnue