La lumière brillante pour les gens du neuvième siècle

Al-Sakhawi d. 902 AH
119

La lumière brillante pour les gens du neuvième siècle

الضوء اللامع

Maison d'édition

منشورات دار مكتبة الحياة

Lieu d'édition

بيروت

الْهَاء كوزير كَانَ وَالِده يذكر فِيمَا قيل بِالْفَضْلِ فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم إِلَى أَن بَاشر النقابة والنيابة عِنْد التفهني ورقاه السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر بِهِ فِي نظر الْأَوْقَاف والزرد خاناة والعمائر السُّلْطَانِيَّة ثمَّ الإصطبلات عوضا عَن الْبُرْهَان بن الديري وَقبل ذَلِك ولي الشَّهَادَة على بعض ديوَان الفخري عُثْمَان بن الطَّاهِر. وَحج وسافر إِلَى الطّور بِسَبَب الْكَشْف على كنائسها وَكَذَا بَاشر حِين كَانَ نَاظر الْأَوْقَاف كشف الْكَنِيسَة المنسوبة للمكيين فِي قصر الشمع وَكَانَ الْمعِين لَهُ لنظر الْأَوْقَاف شَيخنَا ورسم لَهُ بِعَدَمِ التَّعَرُّض للأوقاف المشمولة بِنَظَر الْقُضَاة الْأَرْبَع وَكَانَ ماهرا فِي الْمُبَاشرَة ذَا وجاهة. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث صفر سنة ثَلَاث وَخمسين مطعونا وَلم يكمل السِّتين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بالتربة الْمَعْرُوفَة بهم تجاه تربة يلبغا الْعمريّ بالصحراء عَفا الله عَنهُ ورحمه.) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء عز الدّين أَبُو الْفضل بن روح الدّين بن عز الدّين الْأنْصَارِيّ الباسكندري وَهِي قَرْيَة من قرى لار الهرموزي المولد الشَّافِعِي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بهرموز وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن قاضيها نور الدّين يُوسُف بن صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن نور الدّين يُوسُف وَابْن عَمه الْمولى صدر الدّين مُحَمَّد بن تَاج الدّين عبد الله وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَولي قضاءها مُدَّة ثمَّ تَركه وَهَاجَر لمَكَّة فَدَخلَهَا بعد السّبْعين وَقَرَأَ بهَا على الشَّيْخ عبد المحسن فِي الْفِقْه والنحو وَكَذَا فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ ودام بهَا متقنعا صَابِرًا وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَمن ذَلِك عدَّة نسخ من البُخَارِيّ وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَسمع بِمَكَّة عَليّ أَشْيَاء كمعظم البُخَارِيّ والمصابيح وَجل الشَّمَائِل مَعَ جَمِيع أربعي النَّوَوِيّ والثلاثيات وَغَيرهمَا من مروياتي بل وتصانيفي كجل ختمي فِي صَحِيح مُسلم وَكتب بَعْضهَا وَلَكِن فِي سَمعه ثقل يسير وَكَانَ يستضيء للسماع بنسخة وكتبت لَهُ إجَازَة وَصفته فِيهَا بسيدنا الشيخي الهمامي الأمعي الأوحدي الأمجدي المفيدي المعيدي القدوتي الرحلتي الفاضلي الكاملي نَابِغَة الْكتاب ونادرة الْأَصْحَاب التارك للمنصب الدنيوي ورعا وزهدا والمشارك الصَّالِحين فِي مُسَمّى التجرد قصدا مَعَ الإقبال على التشرف بِكِتَابَة الحَدِيث النَّبَوِيّ وسماعه والاشتمال على مَا يُرْجَى بِهِ لَهُ مزِيد انتفاعه كالمرابطة بِالْبَلَدِ الْحَرَام والمخالطة لكثير من الْأَئِمَّة الْعِظَام.

1 / 122