194

Darj Durar en français

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Enquêteur

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Maison d'édition

مجلة الحكمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

بريطانيا

Genres

﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا﴾ نزلت في شأن هؤلاء اليهود أيضًا، يذكِّرهم قصةَ قوم منهم كانوا يسكنون أيلة على ساحل البحر ابتلاهم بإتيان الحيتان آمنةً يوم سبتهم شرعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم مخافة الاصطياد، وذلك بإلهام الله تعالى الحيتان كإلهامه الصيد في الحرم فلا ينفر. فاعتدوا في سبتهم حرصًا وشرهًا فمسخهم الله قردةً خاسئين. قال ابن عباس (١): اعتداؤهم حقيقة الاصطياد في يوم السبت.
وقال الحسن: كانوا يرسلون الشصوص في آخر يوم الجمعة وكانت الحيتان تعلق بها يوم السبت فيأخذون يوم الأحد وكانوا منهيين عن الحيل ثم وضع الإصر عن هذه الأمة وأباح الحيل فيما لا يستقبح، وفي لفظه (٢) (قَدْ) نوع (٣) تأكيد لإثباته الفعل الواقع حيثما كان ولا يدخل على الأفعال المجزومة لأنها ليست بواقعة ولا (٤) على الأفعال التي أكدت بالنون لاستثقال التأكيدين والقسم مقدَّر فيه فكأنه قيل: والله لقد علمتم (٥). والعلم: رؤية تنفي الجهالة أو رؤية تعم (٦) الغيب والشهادة. ويتعدى (٧) إلى مفعول واحد، كقولك: علمت (٨) الخير والشر، وإلى مفعولين كقولك:

(١) الطبري (٢/ ١٦٨) عن ابن عباس ﵄ مطولًا.
(٢) (وفي لفظة) ليست في "أ".
(٣) (نوع) ليست في "ن".
(٤) (ولا) ليست في "أ".
(٥) "قد" حرف تحقيق وتوقع، وتفيد في المضارع التقليل إلا في أفعال الله تعالى فإنها للتحقيق، وقد تخرج المضارع إلى المُضِي كقول الشاعر [ينسب لعبيد بن الأبرص]:
قد أتركُ القِرْنَ مُصْفَرًا أناملُهُ ... كأنَّ أثوابه مُجَّتْ بِفُرْصَادِ
الفرصاد: ماء التوت.
وهي لا تدخل إلا على الماضي والمضارع وتحدث في الماضي التقريب من الحال ولها استعمالات أخرى مفصلة في بابها.
[الدر المصون (١/ ٤١٢) - ديوان عبيد بن الأبرص ص ١٤٩ - الكتاب (٢/ ٣٠٧) - شواهد المغني ص ٤٩٤ - ابن يعيش (٨/ ١٤٧)].
(٦) (تعم) ليست في "أ".
(٧) (ويتعدى) ليست في "أ".
(٨) في "أ": (علمتم).

1 / 194