Darj Durar en français

Abu'l-Qasim al-Jurjani d. 471 AH
119

Darj Durar en français

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Chercheur

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Maison d'édition

مجلة الحكمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lieu d'édition

بريطانيا

Genres

﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ﴾ (١) ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ﴾ معنى "لو" كمعنى الشرط (٢)، وهو يكون في الماضي والمستقبل، قال الله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (٣) وأكثر جوابها باللام (٤). وعدم ما يليها من الفعل لعدم الفعل الذي هو جوابُهَا، والموجبُ مما يليها ومن حولها في اللفظ منفيّ في المعنى، والمنفيُّ في اللفظ موجبٌ في المعنى. والمشيئة: إرادة تشمل المكروهَ والمحبوبَ جميعًا (٥) [﴿لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾ إنما وحَّدَ السمعَ اكتفاءً بجمع المضاف إليه من جمع المضاف (٦)، أو أراد

= إنَّ عبدَ المجيد يَوْمَ توفِّي ... هَدَّ رُكْنًا ما كان بالمهدودِ كادتِ النفسُ أَنْ تفيضَ عليه ... إذ غَدَا حَشْوَ رَيْطَةٍ وبرودِ والأصل في خبر "كاد" أن يكون فعلًا مضارعًا وشذَّ مجيئه اسمًا صريحًا، ومنه قول تأبط شرًا: فَأُبْتُ إلى فهمٍ وما كِدْتُ آيبًا ... وكم مثلها فارقتها وهي تَصْفِرُ [الدر المصون ١/ ١٧٥ - شرح ابن عقيل ٣٢٩/ ١]. (١) سورة النور: ٤٣. (٢) المعروف أن "لو" حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، هذه عبارة سيبويه (الكتاب ٢/ ٣٠٧). وقال غيره من النحويين: هي حرف امتناع لامتناع ورجح السمين الحلبي (الدر المصون ١/ ١٨٢) عبارة سيبويه على عبارة غيره، وكما قال المؤلف فإن "لو" من حروف الشرط فالمتعلق به يمتنع بامتناع الشرط كما تدل عليه هذه الآية. (٣) سورة الرعد: ٣١. (٤) ومنه قول الشاعر [ينسب لإسحاق بن حسان الخريمي]: ولو شئتُ أنْ أبكي دمًا لبكيتُهُ ... عليهِ، ولكن ساحةُ الصبرِ أوسع الشاهد قوله "لبكيته" حيث وقعت اللام في جواب "لو". (٥) هذا يتنزل على الإرادة الكونية أي أنها تقع على ما يحبه الله ويكرهه، أما الإرادة الشرعية فلا تكون إلا فيما يحبه الله ﷿ كالأحكام التي شرعها وأنزل بها كتبه. (٦) قرأ ابن أبي عبلة ﴿لأذهب بأسماعهم﴾ فجمع المضاف والمضاف إليه [مقدمة المفسرين للبركوي ١/ ٣٠٦] وهنا في هذه القراءة جمع بين أذهب والباء، وذكر ابن جرير الطبري في تفسيره أنهما لا يجتمعان كما هو معروف عند العرب فلا تقل: أذهب بسمعهم- لكن يجوز أن تجمع بين "ذهب" والباء كما في الآية الكريمة ﴿لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾ ومنه قوله تعالى: ﴿آتِنَا غَدَاءَنَا﴾. فإن قال قائل: لماذا وَحَّدَ السمع ﴿لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾ وجمع الأبصار ﴿وَأَبْصَارِهِمْ﴾؟ فالجواب عن ذلك ما قاله بعض الكوفيين: إنه وحد السمع لأنه عَنَى به المصدر =

1 / 119