الباب الثالث عشر في ذكر من تمنى الحياة وكره الموت لأجل الولد
في بعض الكتب أن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام كان من أغير الناس، فلما حضرته الوفاة دخل عليه ملك الموت في صورة رجل أنكره فقال له: من أدخلك داري؟ قال: الذي أسكنك فيها منذ كذا كذا سنة، قال: ومن أنت؟ قال: أنا ملك الموت جئت لقبض روحك، قال: أتاركي أنت حتى أودع ابني إسماعيل، قال: نعم، فأرسل إلى إسماعيل فلما أتاه أخبره فتعلق إسماعيل بأبيه إبراهيم وجعل يتقطع عليه بكاء، فخرج عنهما ملك الموت وقال: يا رب ذبيحك تعلق بخليلك، فقال له: "قل له إني قد أمهلتك" ففعل، وانحل إسماعيل عن إبراهيم، ودخل إبراهيم بيتا ينام فيه فقبض ملك الموت روحه وهو نائم (.
قال مالك بن أحمد بن سوار الطائي:
وإني لأخشى أن أموت وجعفر ... صغير فيجفى جعفر ويضيع
Page 85