207

Daqaiq Tafsir

دقائق التفسير

Chercheur

د. محمد السيد الجليند

Maison d'édition

مؤسسة علوم القرآن

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٤

Lieu d'édition

دمشق

عَرْشه على المَاء وَقد ثَبت فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره عَن عمرَان بن حُصَيْن ﵁ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ كَانَ الله وَلم يكن شَيْء قبله وَكَانَ عَرْشه على المَاء وَكتب فِي الذّكر كل شَيْء وَخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَفِي رِوَايَة ثمَّ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض والْآثَار متواترة عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ بِمَا يُوَافق الْقُرْآن وَالسّنة من أَن الله تَعَالَى خلق السَّمَوَات من بخار المَاء الَّذِي سَمَّاهُ الله دخانا
وَقد تكلم عُلَمَاء الْمُسلمين من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ فِي أول هَذِه الْمَخْلُوقَات على قَوْلَيْنِ حَكَاهُمَا الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْهَمدَانِي وَغَيره أَحدهمَا أَنه هُوَ الْعَرْش وَالثَّانِي أَنه هُوَ الْقَلَم ورجحوا القَوْل الأول لما دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة أَن الله تَعَالَى لما قدر مقادير الْخَلَائق بالقلم الَّذِي أمره أَن يكْتب فِي اللَّوْح كَانَ عَرْشه على المَاء فَكَانَ الْعَرْش مخلوقا قبل الْقَلَم قَالُوا الْآثَار المروية أَن أول مَا خلق الله الْقَلَم مَعْنَاهَا من هَذَا الْعَالم وَقد اخبر الله تَعَالَى أَنه خلقه فِي سِتَّة أَيَّام فَكَانَ حِين خلقه زمن يقدر بِهِ خلقه ينْفَصل إِلَى أَيَّام
فَعلم أَن الزَّمَان كَانَ مَوْجُودا قبل أَن يخلق الله الشَّمْس وَالْقَمَر ويخلق فِي هَذَا الْعَالم اللَّيْل وَالنَّهَار
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ فِي خطبَته عَام حجَّة الْوَدَاع إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيئَةِ يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا وَمِنْهَا أَرْبَعَة حرم ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جمادي وَشَعْبَان وَفِي الصَّحِيح عمر بن الْخطاب ﵁ قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله ﷺ خطْبَة فَذكر بَدْء الْخلق حَتَّى دخل أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ وَأهل النَّار مَنَازِلهمْ
هَذَا وَفِي التَّوْرَاة مَا يُوَافق خبر الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن وَأَن الأَرْض كَانَت مغمورة بِالْمَاءِ والهواء يهب فَوق المَاء وَأَن فِي أول الْأَمر خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض وَأَنه خلق ذَلِك فِي

2 / 228