فحاول باسي أن يرى إذا كانت صاحبة هذا الصوت هي نفس تلك الفتاة التي ملكت قياده.
فلم يستطع أن يتحرك، ولم ير أمامه غير ذلك الرجل الذي أزاح العصابة عن عينيه.
وأجال نظرا مضطربا في أنحاء الغرفة، ثم رأى سريرا كان منطرحا عليه الكونت.
فعلم أنهم لم يأتوا به إلا لعيادته.
فدنا منه وتأمل في جرحه.
وبينما هو يفحص الجرح إذ سمع باسي ذلك الصوت الرخيم، يسأل ذلك الطبيب فيقول: هل الجرح مميت؟
فأجاب الطبيب: لا أعلم شيئا الآن.
وعاد إلى الكونت اختلاجه عند سماع هذا الصوت، فحاول أن يتكلم لكنه لم يستطع.
وبعد ذلك ببرهة أحس بألم شديد في أحشائه كأن نارا حامية قد كوتها، ففقد ما كان باقيا له من الشعور، ولم يعد يحس بشيء.
وقد استحال على باسي أن يعرف مدة إغمائه، ولكنه لما أفاق من ذلك الإغماء شعر بريح باردة تهب على وجهه، ففتح عينيه وهو يرجو أن يرى تلك الفتاة والأشباح.
Page inconnue