102

Dalil Wa Burhan

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Genres

واعلم أن ولاية المؤمنين الكون معهم على دينهم وتأدية حقوقهم من الاستغفار والتعاون على البر والتقوى ، ولم ينص إلا على الاستغفار ، وقال الله - عز وجل - : ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) . والبراءة مفارقة الكافرين ومباينتهم .

وأما ذكر جملة النبيين أنهم من نسل آدم فقد تقدم .

وقال الشيخ : ( وعليهم فرز ما بين الكبائر؛ فذلك أن يعرفوا أن الشرك بمساواة الله بغيره؛ فذلك أن يوصف بصفة غيره، أو يوصف غيره بصفته) .

وأما قوله : ( أن يفرز ما بين الكبائر ) . فعلى قول الشيخ أبي خزر - رضي الله عنه - : ( اعلم أنه يسع جهل الحرام ما خلا الشرك ، والاحتلال والإصرار إذا علم ) .

وكذلك باقي الدين إذا علم ، وإنما الكلام على من لم يعلمه .

فليس على أحد أن يعلم أن ثم كبيرة أو كفرا أو شركا غير الشرك الظاهر أو نفاقا ، وليس عليه من كفر الناقض ، أكثر من أن يعلم أنه أتى حراما لا من براءته حتى يعلم كفره أو نفاقه أو شركه الخفي ، ولا أن أوجب الله على شيء من المعاصي النار ما خلا الشرك .

وفي المساواة ما فيه ، والتسوية أفصح ، وقول الله - عز وجل - عن الكفار : ( إذ نسويكم برب العالمين ) .

وأما قوله : ( أن يوصف بصفة غيره ، ويوصف غيره بصفته ) وهذا معنى لا لفظا .

وقال الشيخ : ( وعليهم معرفة أن الله أمر بطاعته ونهى عن معصيته ، وأنه مثيب على طاعته ومعاقب على معصيته ، وأن ثوابه لا يشبهه ثواب وعقابه لا يشبهه عقاب ، وأنه موال لأوليائه ومعاد لأعدائه ) . وفي هذه المسائل أخواتهن الأول . والسؤال في الأوجه الأربعة قائم .

وأما حكاية الشيخ - رضي الله عنه - ( أنه لا يسع جهل الملل وهم اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا ) . فهذه أبعد من هذه المسائل كلها وأخمل .

Page 28