عدم التزام شرائعه ليس بمسقط للقتال. فالقتال واجب حتى يكون الدين كله لله، وحتى لا تكون فتنة، فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب فأيما طائفة ممتنعة امتنعت من بعض الصلوات المفروضة أو الصيام أو الحج أو عن التزام تحريم الدماء والأموال، والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار أو ضرب الجزية على أهل الكتاب أو غير ذلك من التزام واجبات الدين أو محرماته التي لا عذر لأحد في جحودها أو تركها التي يكفر الواحد بجحودها. فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء، وإنما اختلف الفقهاء في الطائفة إذا أصروا على بعض ترك السنن كركعتي الفجر والأذان والإقامة عند من لا يقول بوجوبهما ونحو ذلك من الشعائر فهل تقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا. فأما الواجبات أو المحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها. ا. هـ.
وأيضا فالمقصود من لا إله إلا الله البراءة من الشرك وعبادة غير الله تعالى ومشركوا العرب يعرفون المراد منها؛ لأنهم أهل اللسان، فإذا قال أحدهم: لا إله إلا الله فقد تبرأ من الشرك وعبادة غير الله تعالى، فلو قال لا إله إلا الله وهو مصر على عبادة غير الله لم تعصمه هذه الكلمة لقوله ﷾:
_________
= صحيحه – كتاب المناقب ٦/٦١٧، وفي فضائل القرآن – ٩/٩٩، وفي استتابة المرتدين١٢/٢٩٠، ومسلم في صحيحه- كتاب الزكاة- ٢/٧٤٤، وابن ماجه في سننه – المقدمة- ١/٦٠ كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ ... به، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده٣/٢٢٤.وأبو داود في سننه- كتاب السنة- ٥/١٢٣ كلاهما من طريق الأوزاعي حدثني قتادة عن أبي سعيد الخدري وأنس ... به، وأخرجه البخاري في صحيحه- كتاب الأدب- ١٠/٥٥٢ من طريق الضحاك وأبي سلمة عن أبي سعيد ... به، وأخرجه أيضا في صحيحه- كتاب استتابة المرتدين- ١٢/٢٨٣، ومسلم في صحيحه- كتاب الزكاة- ٢/٧٤٣ كلاهما من طريق عطاء بن يسار وأبي سلمة عن أبي سعيد الخدري ... به.
1 / 55