L'Appel du ciel: Bilal ibn Rabah, le muezzin du Prophète
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
Genres
ولا عيب أن تجزي القروض بمثلها
بل العيب أن تدان دينا فلا تقضي
فالذين أساءوا إلى بلال كانوا لا يحمدون أثر الإساءة فيه، وكانوا يطلبون منه الرضا حيث أسلفوا له المساءة، فلا يجدون الرضا حيث طلبوه؛ فإذا بهم ينحلونه صفاتهم ويعيبونه بمساءتهم، وينكرون صحبته كما ينكر صحبتهم. ومن ذاك أن مشتريا أراد أن يساوم فيه سيدته «قبل أن يفوتها خيره وتحرم ثمرته» فقالت له متعجبة: وما تصنع به؟ إنه خبيث ... وإنه. وإنه إلى آخر ما وصفت به سخطه على سوء المعاملة وسوء العشرة.
ومع هذا قد أجمع الذين وصفوا بلالا على أنه كان طيب القلب صادق الإيمان، وأنه أبعد ما يكون عن خبث أو كنود، وإنما هو بشرة سوداء على طبع صاف يرى الناس وجوه أعمالهم فيه.
وقد كان أكرم صفاته الفطرية مما يوافق الطاعة وصدق الولاء، فكان إيمانه القوي بالله ، وإخلاصه المكين لرسول الله، هما الذروة التي ترتقي إليها محاسن بني جلدته، ومحاسن كل مولى مطيع، سواء أكان ولاؤه ولاء تابع لمتبوع أم ولاء معجب بمن يستحق الإعجاب.
كان حبه لرسول الله هو لب الحياة عنده، وهو معنى الدنيا والآخرة في طوية قلبه، وعاش ومات وهو لا يرجو في دنياه ولا بعد موته إلا أن يأوي إلى جواره وينعم برضاه.
وحضرته الوفاة فكانت امرأته تئن وتغلبها النكبة في قرين حياتها فتصيح: واحزناه.
وكان هو يجيبها في سكرات الموت: بل وافرحتاه! غدا نلقى الأحبة. غدا نلقى الأحبة، محمدا وصحبه.
على هذا عاش وعلى هذا مات، وما كان له علاقة تربطه بهذا الكون العظيم إلا وهي في جانب منها علاقة بمحمد رسول الله ومحمد سيده ومولاه.
وتلك الزوجة الوفية البارة كانت ترضيه في معظم حالاتها، وكانت لا تخليه من مناكفة في بعض حالاتها؛ كما يتفق أحيانا في كل عشرة بين الزوجين وفي كل صلة بين إنسانين، فكان يقبل منها كل ما يسر ويسوء إلا أن تمسه في لب اللباب وأصل الأصول ومناط الحياة والكرامة عنده: وهو إخلاصه لرسول الله وصدق الرواية عنه. فاستعظمت يوما ما يحدثها به عن رسول الله فإذا به يثور ويغضب ويهم بالبطش بها ثم يدع المنزل محنقا مقطبا حتى يلقاه الرسول، فيلمح ما به من تغير حال ويعلم سره فيشفق أن يدعه على ما هو فيه وأن يدع لزوجه مظنتها في صدقه.
Page inconnue