أما بعد: فكأنك قد أخرجت من روح الدنيا ومساكنها، وأبدت أهلك لغيرك سكنها ومحاسنها، ونسيت ما كان لها من كدك، وتغيرت عما كانت لك عليه من بعدك، فتنعموا بمالك، ولم يعبأوا بحالك لمن لا يرثى لك غدا من بعد صرعتك، ولا يؤنسك في وحشتك، فلا تبع يا مسكين بدنياك آخرتك، ولا تجزع لها فتركبك رقبتك، عليك بنفسك أكرم الأنفس عليك، وأحب الأنفس إليك، واعلم أنك مسؤول، ومحاسب ومعاقب، فارغب في الثواب، واهرب من العقاب .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم .
Page 342