فقال لهم: أبشروا فإنه سيلقاني، فإن سلم إلي هذا الأمر وإلا ضربت عنقه، وأنتم داخلون صنعاء غدا إن شاء الله تعالى ومصلون فيها الجمعة بحول الله وقوته، ثم أمر الطبريين أن يكونوا بين يدي العسكر، وكان مع علي بن محمد في ذلك اليوم اللواء فقال: بينما الناس في تعابيهم إذ أشرف عسكر أبي العتاهية في ذلك اليوم أربعمائة فارس وعشرة آلاف راجل، فلما نظر أبو العتاهية إلى عسكر الهادي عليه السلام عبى عسكره ميمنة وميسرة وقلبا، ثم أرسل إلى الهادي رسولا أن يلقاه في عشرة فرسان، فخرج الهادي ومعه ثلاثون فارسا، وأمر عسكره أن يلزموا مواضعهم على تعابيهم، فلما نظر أبو العتاهية إلى الهادي قد فصل عن عسكره خرج ومعه نفر من أصحابه ناحية حتى صار بين العسكرين، ثم أمر أبوالعتاهية أصحابه الذين كانوا معه بالوقوف، فبرز الهادي من أصحابه ناحية، فلما نظر إليه أبو العتاهية ركض نحوه وسار الهادي في لقائه، فلما قرب أبو العتاهية من الهادي عليه السلام رمى برمحه وكشف رأسه ونزل عن فرسه، فلما نظر الهادي إليه نزل عن فرسه، وأقبل أبوالعتاهية يحضر إلى الهادي حتى قبل رأسه ويديه، وجثى بين يديه، وجلس أبوالعتاهية والهادي عليه السلام معه يعظه ويدعوه إلى طاعة ربه، فسارع أبوالعتاهية، وقال: استحلفني يا أمير المؤمنين، فاستحلفه الهادي وأخذ بيعته على القيام معه بالحق وعلى الحق، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
Page 47