Les yeux de l'Élu parmi les arts de la poésie et des antiquités

Mujaddid ad-Din al-Mu'ayyadi d. 1428 AH
109

Les yeux de l'Élu parmi les arts de la poésie et des antiquités

عيون المختار من فنون الأشعار والآثار

وذكر فيه أن أصحاب معاوية لما اشترطوا عليه العطاء والأموال - قال -:

وبلغ ذلك عليا عليه السلام، فقام المنذر بن أبي حمضة الوادعي الهمداني - وكان فارس همدان وساعدها وكان له حالة عظيمة - فقال: يا أمير المؤمنين إن عكا والأشعر طلبوا إلى معاوية الفرايض والعقارات، فباعوا الدين بالدنيا والهدى بالضلالة، وإنا قد رضينا الآخرة من الدنيا،والعراق من الشام،وبك من معاوية،فوالله لآخرتنا أشرف من دنياهم،ولعراقنا خير من شامهم ، وإن إمامنا خير من إمامهم،فامتحنا الصبر، واحملنا على الموت.

وقالوا في ذلك شعرا:

إن عكا سألوا الفرايض والأش .... عر سألوا جوائز بثنيه

تركوا الدين للعقار وللفر .... ض فكانوا بذاك شر البريه

وسألنا حسن الثواب من الل .... ه وصبرا على الجهاد ونيه

ولكل ماساله ونواه .... كلنا يحسب الخلاف خطيه

فلأهل العراق أعرف بالح .... ق وبالدين والأمور السنيه

ومنها:

حسبنا منك مايبلغنا اليو .... م إلى مثله ورب البنيه

قد بذلنا النفوس في طلب الحق .... لنجزى به جنانا عليه

حبذا القتل في السبيل ولابد لنا .... من ورود حوض المنيه

فقال عليه السلام: حسبك يرحمك الله، ودعا له وأثنى عليه وعلى قومه.

وانتهى شعره إلى معاوية فقال: والله لأعطين المال حتى أستميل ثقات علي، ولأفشين المال حتى تغلب دنياي آخرته.

فلما بلغ عليا عليه السلام قال لأصحابه: لهم الدنيا ولكم الآخرة، ولعل الله يجمعهما لكم جميعا.

Page 110