============================================================
مقالات البلخي فحكى بعض أهل الكلام أنهم ذكروا أنها تدل على وجود حكيم مفرد من الآفات، غير مشوب بها، لا يلحقه سهؤ ولا جهل، وعلى أن هذا العالم من خلطين أحدهما آفة على الآخر. وذلك أنهم قالوا: بدا هذا الكلام استخبارا صحيحا، وسؤالأ مفهوما، وبدا السائل عنه سائلا عن مهم جليل. ومن أبطله يعلم عند رجوعه إلى نفسه بأنها شروخ ترد المسألة، وأنه قد صار مجيث أن يجد لها جوابا، ولشنا نراه لأحد ممن حواه هذا العالم؛ ذلك بأنه عليكم جميعا.
ل وليس يجوز بأن يكون سؤال إلا من سائل، ولا مسألة لا جواب لها، كما لا يجوز أن يكون جوات إلا من مجيب، ولا عن مسألة.
ل وكما لا يجوز أن يكون فعل إلا من فاعل، وإلا فسد أن تكون هذه المسألة لأهل هذا العالم، ووجب أنه لا بد من سائل عنها؛ فقد ثبت أن النور الخالص صيرها في هذا العالم، وقد فعل بألسن أهلها ليخلصهم بها، ويدلهم على وجوده ووجود عدالته الأعلى وعلى أن الآفات لا تدخل عليهم، والجهل لا يلحقة.
قال الحاكي لذلك عنهم في النقد عليهم: إنه لو قال لهم قائل من الموحدين: بل الله جل ذكره قذف على ألسن عباده ليدل بها على أن الجهل لا يجوز عليه، وعلى أنه جائژ عليهم؛ ما وجذوا فضلا. وقد أحسن في معارضتهم.
ل ولكني أقول: إنه يقال: وما يدريكم لعل هذا الكلام الذي شقتموه وجعلتموه دليلأ على النور الخالص فاسد، وأنكم سترجعون عنها، ويظه 125) لكم فساده/.
فإن قالوا: فهذا أيضا يدل على ما قلنا.
Page 550