121

Cuyun Masail

Genres

============================================================

اا: من كتاب عبون المسائل والجوابات فإن قال قائل: فإنكم إذا قلتم: إن حقيقة الحي هو أنه يجوز أن يقدر.

وهذا عنذكم فاسد في صفات القديم جل ذكره، لأن قائلا لو قال: إن الله يجوز أن يقدر لكان مخطي، ولعله أن يكفر؛ قلنا قد أعلمناكم أنا لم نرد بقولنا: يجوز أن يقدر بعد أن لم يكن قادرا وأنه إنما نريد به أن من وصفه بأنه قادر فليس بمستحيل، وذلك كقولنا: ليس بمحال أن يكون قادرا بعد أن لم يكن كذلك، ولكنا نريد أنه ليس بمحال وصف من وصفه بذلك. وبين هذا وبين ما قدرتم في أنفسكم بون بعيد. على أنا لو قلنا: إن حقيقة الحي أن يكون قادرا أو عالما أو يجوز أن يعلم ويقدر لسقط طعنكم هذا، وإن كان ساقطا.

فإن قالت الفلاسفة المدعون للتحديد: إن هذا لو صخ لم يجب أن يكون حيا إلا من اجتمع له هذه الأمور التي ذكرئم كلها، فيكون قادرا عالما، ويجوز أن يعلم ويقدر. وهذا لا يجوز عندكم في صفات القديم. قيل: فقد يجب أيضا علمكم ألا يكون حيا إلا من اجتمع له الإحساسن والتحرك من ذاته، وهذا فاسد؛ لأن التبات عندكم حي وإن لم يحسن.

ثم يقال لهم: إنا نزعم أن حقيقة الحي هو أنه قادر عالم، ويجوز أن يعلم ويقدر. وإنما قلنا: حقيقته هي أنه لا يخلو من ذلك فإنها ثبت له صح أنه حي.

فان قال: قد يجب أن تكون حقيقة الحيي تنصرف على ضربين، فتكون حقيقة بعض الأحياء أنه قادر، وحقيقة بعضهم أنه يجوز أن يقدر. والحد لا يكون هكذا لأنه لو جاز ذلك أن تكون حقيقة الجسم تنقسم قسمين، فتكون حقيقة بعض الأجسام أنه طويل عريض عميق، وحقيقة بعضها أنه قائم بنفسه أو أمر آخر؛ قلنا: مثل هذا يلزمكم في قولكم: إن حد الحي الحسن والحركة، وهو في الأصل غير لازم؛ لأنالم نقل: إن حقيقة حيي من الأحياء أنه قادر

Page 625