108

Cuyun Masail

Genres

============================================================

مقالات البلخي مسألة: قال الملحدون: إن الحيي لا يكون إلا من ذاته، لأنكم لم تشاهدوا حيا إلا وذلك جائزر منه، ولا وجدثم ذلك منه إلا وهو حيي. فإن كان الفاعل للعالم حيا فلم أنكرتم أن يكون يحس ويتحرك؟ وإلا فإن كان عندكم لا يجوز عليه أن يحس ويتحرك فليس بحي. وإذا لم يكن حيا وكان لا يختار إلا حي؛ فليس للعالم إذا فاعل مختار على ما كتبئم، وهذا يصحح قولنا ويفسد قولكم.

الجواب: قيل لهم: وإن كنالم نشاهذ حيا إلا وقد يجوز أن يحس ويتحرك، ولم نجذ من يجوز أن يحس ويتحرك إلا حيا؛ فقد وجذنا شيئا يدل على أن الحي فيما بينا حي، ولا يدل على أنه يجوز أن يحس ويتحرك، ووجذنا جواز الحس والحركة منه ليس يدل على أنه حي فقط، بل يدل على أنه حي جسم، ولما كان هذا هكذا صح أنه لم يكن حيا؛ لأنه يجوز أن يتحرك ويحس؛ لأنه لو كان كذلك كان كلما دل على أنه يدل على أنه يجوز أن يحس ويتحرك، وكلما دل على أنه يجوز أن يحس ويتحرك فهو يدل على أنه حي فقط دون أن يدل على حقيقة أخرى: فإن قالوا: وما ذلك الشيء الذي يدل على أن الحيي منا حيي، ولا يدل على أنه يجوز أن يحس ويتحرك؟

قلنا: جواز العلم والقدرة؛ لأنه ليس في نفس جواز ذلك ما يوجب أنه يجوز عليه الحسن والحركة دون(1) استدلال آخر يوجب أنه جسم.

(1) في الأصل: دو.

Page 612