فإذن : لا تطلب من العلوم والأعمال والمقامات والأحوال خلوصها من كل
الشوائب البشرية، لئلا تكلف شططا، وتظن وجود ما لا يمكن وجوده سهوا وغلطا
بل من بين فرث الماء والطين ، ودم ذلك الأمر الخفي عن إدراك المدركين ، يخرج (لبنا
خالصا سائغا للشاربين).
وقال رضي الله عنه: لا يهولنك كثرة عدد الفجار وقلة عدد الأخيار، فإن أولئك - وإن كثر
عددهم - فأمرهم صغير حقير، وهؤلاء - وإن قل عددهم - فأمرهم واسع كبير،
والناس ألف منهم كواحد، وواحد كالألف ، إذ إن عناية أولئك بكثرة ظلال
61
ظواهرهم ، ومعانيهم الزائلة الدنيئة التي هي غير حقيقية ، ككثيرات ، العالم الفاني من
نبات وخشاش وحشرات ونحو ذلك
Page inconnue