وقال رضي الله عنه : يا عجبا للخلق يتزاحمون على حجر نزل من الجنة، ولا يتزاحمون على
قلب برز من الحضرة.
وقال رضي الله عنه: إذا تألم العبد من آثار بشريته، ومما وقع له من تكاليف الدنيا، وحجابه
بها عن مداومة ذكر ربه، وذوق لذاذة ذلك والتنعم به، والبقاء واللزوم لمشاهدة أرواح
الحقائق واستجلاء عرائسها ، ودوام السرور بما خص به أهل الإيمان الحقيقي سرا
والبعد عن الكون مع معية ذلك دواما، اشتكت الأسرار إلى بارئها فواساها بلطائف
رحمته كما بدأ بمنته عليها ، لاقتضاء سر الرحمة الربانية ، وتوجه سؤال العوالم الخلقية
فمن عليها ببشارات العبارات تسكينا لقلقها بجميل وعوده، وبط كرمه ورحمته
وجوده ، إذ قد عجزت عن القيام بالوفاء معه ، وله الرحمة الواسعة والمثل الأعلى فكأنه
يقول:
Page inconnue