221

Les Yeux du Patrimoine sur les Arts des Campagnes Militaires, les Traits Physiques et les Biographies

عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٤/١٩٩٣.

Lieu d'édition

بيروت

بِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَسَأَلَهُ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَنِ الْمِرْبَدِ لِمَنْ هُوَ؟ فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ، هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو، وَهُمَا يَتِيمَانِ لِي، وَسَأُرْضِيهِمَا مِنْهُ، فَاتَّخَذَهُ مَسْجِدًا، فَأَمَرَ بِهِ رسول الله ﷺ أن يُبْنَى، وَنَزَلَ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ حَتَّى بَنَى مَسْجِدَهُ وَمَسَاكِنَهُ، فَعَمِلَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ لِيُرَغِّبَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْعَمَلِ فِيهِ، فَعَمِلَ فِيهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، وَدَأَبُوا فِيهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: لَئِنْ قَعَدْنَا وَالنَّبِيُّ يَعْمَلُ ... لَذَاكَ مِنَّا الْعَمَلُ الْمُضَلّلُ وَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ ﷺ بِالْمَدِينَةِ إِذْ قَدِمَهَا شَهْرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ إِلَى صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ الدَّاخِلَةِ، يَبْنِي لَهُ فِيهَا مَسْجِدَهُ وَمَسَاكِنَهُ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ إِلَّا بِثَمَنٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَبَنَى رَسُول اللَّهِ ﷺ مَسْجِدَهُ، وَجَعَلَ عُضَادَتَيْهِ [١] الْحِجَارَةَ، وَسِوَارَيْهِ جُذُوعَ النَّخْلِ، وَسَقْفَهُ جَرِيدَهَا بَعْدَ أَنْ نَبَشَ قُبُورَ الْمُشْرِكِينَ وَسَوَّاهَا، وَسَوَّى الْخِرَبَ، وَقَطَعَ النَّخْلَ، وَعَمِلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ. وَمَاتَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ حِينَئِذٍ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَجْدًا شَدِيدًا وَكَانَ قَدْ كَوَاهُ في ذَبْحَةٍ [٢] نَزَلَتْ بِهِ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ، فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ ﷺ نَقِيبًا بَعْدَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا نقيبكم» فكانت من مفاخرهم.

[(١)] وهما الخشبتان اللتان تثبتان عادة في الحائط على جانبي الباب لتحملانه. [(٢)] وهو مرض يصيب الحلق يخنق صاحبه.

1 / 224