Othman Ibn Affan : Entre le Caliphat et la Royauté
عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك
Genres
صلى الله عليه وسلم
كان يعطي قرابته وأنا في رهط أهل عيلة وقلة معاش، فبسطت يدي في شيء من ذلك المال لمكان ما أقوم به فيه، ورأيت أن ذلك لي، فإن رأيتم ذلك خطأ فردوه، فأمري لأمركم تبع. فقالوا: أصبت وأحسنت.» وانفض جمعهم وهم راضون.
2
أخذت الأمصار تحذو حذو الكوفة في التعبير عن استيائها من سياسة عثمان وسياسة عماله؛ فأقبل إلى المدينة في رجب سنة 35ه وفد كبير من أهل العرب في مصر. وكانوا قد كاتبوا أشياعهم من أهل الأمصار أن يتوافدوا بالمدينة. وأظهروا أنهم يريدون أن يسألوا عثمان عن أشياء لتطير في الناس ولتحق عليه. فأرسل إليهم عثمان رجلين أحدهما من بني مخزوم والآخر من بني زهرة؛ ليقفا على سبب مجيئهم إلى المدينة. فلما التقيا بهم، قالوا لهما: نريد أن نذكر له (أي: لعثمان) أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم فنزعم لهم أنا قررناه بها، فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج كأنا حجاج حتى نقدم فنحيط به، فنخلعه، فإن أبى قتلناه. ثم عاد الرجلان إلى عثمان وأخبراه بما سمعاه عن هؤلاء القوم، فضحك وقال: «اللهم سلم هؤلاء، فإنك إن لم تسلمهم شقوا.»
دعا عثمان المسلمين إلى صلاة جامعة، فأقبلوا جميعا إلى مسجد المدينة، وفيهم صحابة الرسول
صلى الله عليه وسلم ، فوقف عثمان فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وأخبرهم خبر القوم، ثم قام الرجلان اللذان كان عثمان قد بعثهما للوقوف على حقيقة أغراض الوافدين إلى المدينة، فقالا لعثمان: «اقتلهم، فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: من دعا إلى نفسه أو إلى أحد وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله، فاقتلوه.» فقال عثمان: «بل نعفو ونقيل ونبصرهم بجهدنا، ولا نحاد أحدا حتى يركب حدا أو يبدي كفرا، إن هؤلاء ذكروا أمورا قد علموا منها مثل الذي علمتم إلا أنهم زعموا أنهم يذاكرونها ليوجبوها علي عند من لا يعلم.» ثم أخذ عثمان يسوق ما اتهمه به هؤلاء الثوار ويدافع عن نفسه فيرد الاتهام عنه، فقال: «قالوا: أتم الصلاة في السفر وكانت لا تتم، ألا وإني قدمت بلدا فيه أهلي، فأتممت لهذين الأمرين أوكذلك؟» فقالوا «اللهم نعم.» وانتقل عثمان إلى الاتهام الثاني، فقال: «وقالوا: وحميت حمى، وإني والله ما حميت حمى قبلي، والله ما حموا شيئا لأحد ما حموا إلا غلب عليه أهل المدينة، ثم لم يمنعوا من رعيته أحدا، واقتصروا لصدقات المسلمين يحمونها؛ لئلا يكون بين من يليها وبين أحد تنازع، ثم ما منعوا ولا نحوا منها أحدا إلا من ساق درهما. وما لي من بعير غير راحلتين ... وإني قد وليت وإني أكثر العرب بعيرا وشاة، فما لي اليوم شاة ولا بعير غير بعيرين لحجي، أكذلك؟» فقال له الحاضرون: «اللهم نعم.» وطلبوا منه أن يقتل هؤلاء الثوار؛ فأبى عثمان ومضى يفند اتهاماتهم له؛ فقال: «وقالوا: إني رددت الحكم بن العاص - وقد سيره رسول الله
صلى الله عليه وسلم - والحكم مكي سيره رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Page inconnue