عطيل :
هراء. إليك عني. لقد مددتني على خشب التعذيب. أقسمت إنه خير للإنسان أن يخدع كثيرا من أن يعلم بخديعته قليلا.
ياجو :
ما بك يا مولاي؟
عطيل :
أي إحساس كان يخامرني في تلك الساعات الغرامية التي خالست بها النعيم. لم أكن لأظن هذه الظنة ولا لأخطرها على بالي وكنت لا أتألم. في الليلة المنصرمة نمت مستقرا وبي فرح وسكينة وفكر، ولم أستكشف على شفتيها قبل كاسيو. لا ينبغي إبلاغ الذي سرق له شيء أنه سرق فإذا لم يفتقده فكأنه لم يختلس منه شيء البتة.
ياجو :
يحزنني ما أسمعه.
عطيل :
لكان يسرني أن يتمتع الجنود كلهم ومعهم أعوانهم الصبيان بجسمها الرقيق على أن لا أعلم. أما الآن ففراقا أبديا لراحة النفس. فراقا للسرور. فراقا للكتائب التي تزدهي خوذها بالريش الناصع. وللحروب الكبيرة التي تجعل الطمع فضيلة. أواه. فراقا للخيل الصاهلة وللبوق العزاف وللطبل الذي يشب حرارة النفس وللمزمار الذي يصفر في الأذن وللرايات الملكية ولسائر الأشياء التي تنجم عنها الكبرياء والعظمة والمفاخر الحربية.
Page inconnue