قوله عز وجل: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}، العفو والصفح نظائر وهو التجاوز عن الذنب، يقال: عفا الملك عن رعيته جنيتهم إذا صفح وتجاوز عن خطيئتهم، وصفحت عنه صفحا أي أعرضت عنه وصفحت للرجل أي أسقيته أي شراب كان ومتى كان، وصفحت لرجل وأصفحته دخل حيي بن أخطب وأخوه ياسر على رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة فلما خرج قيل لحيي: أهو نبي؟

قال: هو هو، قيل له: فماله عندك، قال: العداوة إلى الموت، وهو الذي ....الحرب يوم الأحزاب ونقض العهد.

وقد روي أنها نزلت في جماعة من اليهود قالوا لعمار وحذيفة بعد أحد: لو كان دين محمد ما أصابه هذا، فارجعا إلى ديننا، فقال عمار رضي الله عنه: رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا، وبالإسلام دينا، وأول القولين في سبب النزول:

أولاهما عند أمره الله تعالى أن يعفو عن اليهود ويصفح، ولم يأمره تعالى أن يعفو راضيا بفعلهم بل أراد بما ....بقاتلهم، وأنه يعرض على الجواب كما أمره عز وجل بالعفو والصفح عن مشركي العرب، فقال تعالى: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}، وكقوله سبحانه: {واهجرهم هجرا جميلا} {حتى يأتي الله بأمره}، ذلك الأمر من إجلاؤهم والنصر عليهم [37] فقتل بنو قريظة وأجلو بني النظير.

اختلف العلماء في هذه الآية منسوخة أو محكمة، فمنهم من قال: منسوخة وهو قول ابن عباس وابن مسعود وأبي العالية وجعفر بن ميسر، وأبي علي، وهو محكي عن الإمام الباقر محمد بن السجاد عليهما السلام.

قال عليه السلام: لم يؤمر النبي صلى الله عليه وآله بقتال حتى نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} وقلده سيفا فكان أول قتال قيل أصحاب عبد الله بن جحش، ... غزوة بدر.

ناسخها: قول الله عز وجل: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر....} إلى قوله {وهم صاغرون}.

Page 79