154

Cuqud Ciqyan

عقود العقيان2

Genres

احترب فارس والروم بين أذرعات وبصرى، فكانت الغلبة للفرس، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] والمسلمين، فشق على رسول الله ذلك وعليهم لأن فارس كانت تعبد الأصنام ولا كتاب لهم وسر المشركون بذلك، وكان سبب ذلك: أن كسرى بعث مقدما وكان المقدم حكيما، فصار إلى الروم بأهل فارس فالتقوا فظهر عليهم وقال المشركون للمسلمين: إنا إذا قتلناكم ظهرنا عليكم كما ظهر فارس على الروم فأنزل الله تعالى الآية؛ فقال أبو بكر: لا يقر الله أعينكم فو الله لتظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين فقال له أبي بن خلف: كذبت يا أبا فضيل فقال أبو بكر: بل أنت كذبت يا عدو الله فقال: اجعل بيننا وبينكم أجلا أناجيك عليه- والمناجاة: المراهنة- فناجاه على عشر قلائص من كل واحد منهما وحق الأجل ثلاث سنين، فأخبر أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] فقال:" البضع من الثلاث إلى التسع فزائدة في الخطر ومادة في الأجل" ، فخرج أبوبكر فلقي أبيا فقال: لعلك ندمت؟ قال:لا. فجعلا الخطر: مائة من الإبل، والأجل: تسع سنين، فلما خشي أبي أن يخرج أبو بكر من مكة أتاه فلزمه وقال: إني أخاف أن تخرج من مكة فأقم لي كفيلا، فكفل له ابنه عبد الله بن أبي بكر، فلما أراد أبي أن يخرج إلى أحد أتاه عبد الله بن أبي بكر فلزمه وقال: لا والله لا أدعك تخرج حتى تعطيني كفيلا، فأعطاه كفيلا ثم رجع أبي فمات في مكة من جراحته التي جرحه رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] حين بارزه وظهرت الروم على فارس قيل يوم بدر فسر المسلمون بذلك وهو على رأس سبع سنين من يوم المناحبة فغلب أبو بكر أبيا في الخطر فأخذ أبو بكر ومن ورثته وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] فقال له النبي صلى الله عليه وآله [وسلم]: " تصدق به".

Page 157