Cunwan Zaman
Unwan al-Zaman fi Tarajim al-Shuyukh wa-l-Aqran
Genres
قال الفاسى : إن ابن حجر سمع [على الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الشيخة .
المستخرج على صحيح مسلم لابى نعيم ، وعلى أبى المعالى عبد الله بن عمر الحلاوي جميع المسند للإمام أحمد بن حنبل ، والمجالسة للدينورى ، وشيئا كثيرا عليه وعلى غيره من شيوخ القاهرة وغيرها ، منهم الخطيب على بن محمد الدمشقى لما قدم إلى القاهرة سمع عليه مسند الطبالسى وسنن أبن ماجة والمقامات للحريرى وأجزاء كثيرة جدا ، وكثير من ذلك بقراءته] . انتهى
ورأه الإمام محب الدين بن الموحدى المالكى حثيئا على سماع الحديث وكتبه ، قال شيخنا : فقال لى ذاصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه فإننى أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سبنفرضون ، وسيحتاج إليك فلا تقصر بنفسك فنفعتنى كلمته ولا أزال أترحم عليه بهذا السبب ، رحمه الله .
ولقد كان لعمرى ما قاله ابن الموحدى [أثره] ، فأطلق عنان عزمه نخو بقية العلوم فأكب عليها : الفقه والنحو والاصلين وعلوم الأدب والمعانى والبيان وغير ذلك حتى مهر فيها كلها وأجل من أخذ عنه المعقول والأدبيات علامة الدنيا الشيخ عز الدين بن جماعة ، لازمه طويلا ، وأخذ عنه علما جزيلا وما زال يرخى العنان حتى سبق شيوخ الأقران ، فأسرج خيول أفكاره في ظلم الليالى ، وغاص بحور العلوم حتى أحرز نفاتس اللالى ، وفاز باتصال سموات المعالى في سن الشباب والتحصيل ، وأجمل فى إلحاف الطلب وفصل أوقاته لحفظ وبحث ودأب فنبذ المساوى وسبق إلى أعالى الرتب فأحسن الإجمال والتفصيل وأول شنيوخه فى الفقه الشيخ شمس الدين القطان والشيخ نور الدين الأذمى تم الشيخ برهان الدين الأنباسى تم الشيخ سراج الدين البلقينى وهو أول من أذن له فى التدريس والإفتاء ، وتبعه غيره . وهو مع ذلك مقبل على علم الحديث وسماعه غير فاتر العزم منه ، وملازم لاكأبر مشايخه لاسيما استاذه ومخرجه حافط العصر الشيخ زين الدين العراقى ، وهو أول من أذن له فى التدريس في علوم الحديت فىي سنة سبع وتسعين ، ولم يزل يمعن في ذلك حتى صار إمام الناس فيه ، وتقدم على مشايخه فى حيائهم ، ووصفوه بالحفظ والإتقان والنقد والعرفان ، وأرشدوا الناس إليه . وحضوهم عليه ، وفرظوا مصنفاته وأذاعوا حسناتها وحسنائه ، وشهدوا بأنها غاية ، وأن إتقانها نهاية .
وأول اشتغاله بالتصنيف كان في سنة ست وتسفين ، وخرج فيها : المائة العشارية لشيخه البرهان الشامى وأول ما استقر فى تدريس الحديث كأن فى الشيخونية في سنة ثمانى مائة ، ثم فى تدريس الفقه بها ، وفيها ابتدأ الإملاء في تلك السنة فأملى الأربعين المتباينة ، وأملى فى غيرها عشاريات الصحابة ، ثم استقر فى مشيخة البيبرسية تم تدريس الحديت بها عن قرب من ذلك وأملى فيها أشياء تثريه ، ثم تخريج أحاديث ابن الخاجب ، ثم تخريج أحاديث الأذكار وهو الأن .
يملى فيه بها ، أعانه الله على إكماله ، وقد وصل فى استقبال سنة ست وأربعين إلى المجلس الشامن بعد الأربعمائة فىي أثناء الجنائز قال المحدث تفى الدين بن فهد : لرحل إلى دمشق بعد الثمانمائة فسمع بها من أصحاب الحجار ومن هم أقدم منه ممن حضر على القاسم ابن عساكر ومن قرب منه وكان في أكتر طلبه مفيدا فى هيثة مستفيد إلى أن انفرد في حال الشبوبية من أهل زمانه بمعرفة فنون الحديث لاسيما رجاله وما ينقلونه ويتعلق بهم وصنف التصانيف المليحة الجليلة السائرة الشاهدة له بكل فضيلة] . انتهى قال الفاسى : أرحل إلى دمشق وأنا فى رفقته فقرا بها أكثر المختاز للحافظ ضياء الدين المقدسى على فاطمة بنت محمد بن أحمد بن المنجا التنوخى عن القاضى سليمان بن حمزة أدئا ، عن الحافط الضياء سماعا ، ومالا يحصى كثرة من الأجزاء والتعاليق التى انتخبها وأنا معه فيما قراه من المختار وأكثر ذلك ، وفرا بها وسمع بصالحية دمشق كثيرا فمن ذلك الموطا رواية أبى مصعب على بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن العسقلاتى ، وسنن الدار قطنى ، وأكثر ما سمعه بفراءتى، والمعجم الأوسط للطبرانى ، سمع بعضه وفرا بعضه على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادى بإجازتها من ابن نصر
الشيرازى ، وسمع عليها المجلد الأول من المعجم الكبير للطبرانى بإجازتها عن محمد بن عبد الحميد المهلبى وعبدالله بن عمر الصنهاجى المصريين وأكثر مسند أبى يعلى الموصلى رواية ابن حمد أن بإجازتها من محمد بن المحب عبدالله بن محمد ومن شيوخ الصالحية ودمشق مالا يحصى كثرة ، فمن ذلك كتاب معرفة الصحابة لابن مندة ، سمعه على خديجة بنت إبراهيم بن سلطان بإجازتها من القاسم بن عساكر عن عبد العزيز بن ذلف عن شهدة وأنا معه في أكثر ذلكه انتهى سمعت شيخنا صاحب الترجمة - غير مرة يقول إنه أقام في دمشق إذ ذاك مائة يوم فسمع بها نحو ألف جزء حديثية ، لو جلدت لكانت تقارب مانة مجلد ، وكتب فيها عشر مجلدات منها بطريق المختارة ، قلت : هذا مع قضاء أشغاله والنظر فى أحواله ، وكتابة بينة وتطبيق ما طبقه من الأجزاء ، وهذه كرامة لاشك فيها ، فالله تعالى ينفعنا به . أمين قال الفاسى وعاد إلى القاهرة بعد أن سمع بنابلس والقدس على جماعة ، وبغزة والرملة قبل وصوله إلى دمشق ، وكأن وصوله إليها فى مستهل رمضان سنة اثنتين وثمانمائة ، وانفصل عنها إلى القاهرة في أول المحرم سنة ثلاث وثمانمائة وقد اتسعت روايته كثيرا وظهرت قضائله لعلماء الشام فاغتبطوا به . انتهى سمعت شيخنا الحافط العلامة تاج الدين بن الغرابيلى [ يقول ] كان من أعلم الناس بأخبار العالم يخلف بالله تعالى . جهد إيمانه أنه ما رأى مثله ولا رأى هو مثل نفسه . وأنه مادخل إلى دمشق بعد ابن عسائر أجل منه ولا مثله ، ولا يشبهه المزى ولا الذهبي ولا غيرهما
قال الفاسى : ولما عاد إلى القاهرة ، عنى بما كان معنيا به قبل ذلك من كتابة الحديث والتصنيف فيه ولم يهمل السماع لأشياء ينتجها ، وكان مما ظهر من تصانيفه الفائفة قريبا من هذا التاريخ كتابه الذى سماه تغليق التعليق وصل فيه كل ماذكره البخارى معلقا ، ولم يفته من وصل ذلك إلا القليل ، وهو له مفخرة عظيمة .
ومنها كتابه المسمى لسان الميزان اختصر فيه الميزان الذهبي وزاد فيه أكثر من سنتمائة ترجمة ، ومختصر تهديب الكمال للحافظ المزى فى ست مجلدات وزاد فيه أشياء حسنة ، واتخريج أحاديث الرافعى ] أجاد فيه لتحريره ما لم يحرره من خرج أحاديثه قبله وأطراف غيره من الكتب ، منها المسند لابن حنبل وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حيان ومستدرك الحاكم ومنتقى ابن الماوردى ، وكتاب في الصحابة رضى الله عنهم ، وكتاب مشتبه النسبة ذكر فيه ما ذكره الذهبي وضبطة بالحروف ، فإن الذهبي إنما أشار إلى ضبط أكثره بالقلم وزاد عليه .
هذا ما حضرنى الأن مما لكل من مؤلفاته الكبار وأما مؤلفاته الصغار فكثيرة جدا ومن محاسنها انخبة الفكر فى مصطلح أهل الأثرجمع فياد من أنواع الحديث زيادة على ابن الصلاخ شيئا كثيرا ، وهى فى ورقتين ، وشرحها فى كراريس وما لم يكمل من تصانيفه : شرحه للبخارى ، كتب منه مجلدات ورأيت مقدمته فإذا هى كثيرة الفوائد .
Page inconnue