Cunwan Zaman
Unwan al-Zaman fi Tarajim al-Shuyukh wa-l-Aqran
Genres
- 407 - عمر بن أحمد بن يوسف العباسى الحلبى الحنفى ، المعروف بالشريف النشابي وكذا مصطلح أهل حلب لا يخصون الشرف بأولاد فاطمة - رضى الله عنها - بل يطلقونه على أولاد العباس وعلى جميع بنى هاشم ولد يوم يوم الخميس في رجب سنة تسع وسبعين وسبعمائة في البياضة - بفتح الموحدة وتشديد التحتانية تم ضاد معجمة - من محال حلب ، وقرا بها القرآن على الشيخ شمس الدين الغزى - بفتح المعجمة ثم زاى - ، ولم يكن له من يعتنى به فيسمعه على أكأبر الشيوخ إذ ذاك لكنه أخبرنى - وهو ثقة يقظ - أنه سمع وسنة سبع عشرة سنة فيكون ذلك في سنة أربع وتسعين بقراءة الشيخ برهان الدين الحلبى الشهير بالقوف كل البخارى أو جله في الجامع الكبير بحلب ، لأيعرف المسمع من كان . وتعلم بحلب صنعة النشاب حتى برع فيها، ثم رحل إلى دمشق في فتنة تمرلنك فلما أخذ دمشق رجع الشريف نحو حلب فوجد أكابر أهلها بأريحا فاستمر عندهم حتى رحل تمر نحو الشرق فدخلوا إلى حلب فلم يلبت أن عاد إلى دمشق . ثم رحل إلى القاهرة فلازم ألطنبغا المعلم المعروف بمملوك النائب ، وكان كل واحد منهما يعرف من صنعة النشاب ما لم يعرفه الأخر فضم الشريف ما عند ألطنبغا إلى ما عنده ، قصار أوحد أهل زمانه في ذلك والمرجع إليه فيه عند الملوك ومن سواهم ثم رجع إلى دمشق فتزوج بها واشتغل في فقه الحنفية على الشيخ زين الدين الأعزازى ، ولازم الشيخ عبد الرحمن الكردى الشافعى فانتفع بمواعيده ودينه وخيره وظهرت عليه بركاته . ثم رجع إلى القاهرة في نحو سنة عشرين فقطنها ، ولازم بها الشيخ سراج الذين قارى الهداية ، وارتزق من صنعة النشاب ، وكان المقدم فيها عند المؤيد ، ومن بعده من ملوك مصر، إلى أن لقيته سنة بضع وأربعين، فإذا هو إنسان خير ، ريض النفس ، حسن العشرة نير الوجه ، صالح الصمت ، كريم الأخلاق ، سخى النفس ، كثير تلاوة القرآن، مواظب على العبادة ، منقطع عن الناس ، غير متكبر بصحبة أحد من الملوك
والأمراء مع اعتقادهم فيه ، ومخبتهم له ، وتعظميهم إياه ، لم يعتمد على أحد منهم قط ، [ ولا من ] عده صديقا .
صحبنى إلى الرباط سنة إحدى أو سنة اثنتين وخمسين إلى تغر دمياط فانتفعت به فى الرمى وغيره ، وحدثنى بعجائب رأها في عمره منهاز أنه قال : كنت وأنا صبى انظر فى جملة الصبيان شيخا خياطا من جبراننا [هرما ] منحنيا من الكبر لايزال على سراويله[ سلاحان ] ، فكان الصبيان يهزأون به ويضحكون منه ، فسالوه يوما عن الحامل له على ذلك فقال : دعونى من هذا فألحوا عليه فقال : إن لى فى ذلك قصة غريبة فزادوا في الإلحاج عليه فقال : دخلت إلى القاهرة في إقبال شبابى وعلى تياب فاخرة وكان الغريب قبل فتنة تمرلنك بالقاهرة لا يخفى لقلة الغرباء بها إذ ذاك فرأتنى امراة من طاق فعلمت أنى غريب ، وكانت فائقة الجمال ، فأومات إلى فغامزتها فدعتنى إلى الدخول إلى منزلها ، قدخلت ، فلم ألبت أن طرق الباب ، فقالت لى : ادخل إلى هذه الخزانة ، قدخلت ، فهويت فى بثر قريبة فإذا فيها عظام الأذميين ، فعلمت أنها مكيدة يقتلون الغرباء بها، وأيقنت بالهلكة ولا سلاح معى ، وإذا الداخل عبد أسود فنزل إلى وهو بيرعد ويبرق ومعه سكين ، فتأملته وهو نازل ، فإذا هو بغير سراويل وقد تكشف ، فأخذت قصبة ساق بعض من هناك وصربته به حين أمكننى فى مشعره ، فإذا هو قد سقط ، فأخذت سكينه فذبحته بها، ثم خرجت على المرأة لاقتلها فصاحت على ، فخشيت وأنا غريب أن يجتمع على الناس فتركتها وخرجت ، وما كدت أفلت فلزمت السلاح من حينئذ ، فلم أفارقه ساعة واحدة ومنها مما رأه من مكائد الحرب النافعة في حصار تمرلنك ، أنه كان يعمل أبراجا من خشب وتراب تجاه أبراج أسوار القلاع في أسرع وقت تقربا .
[مات بالقاهرة ليلة الثلاثاء تاسع عشر شعر ربيع الأول سنة تمان وخمسين وثمانمائة ودفن خارج باب النصر] .
- 408 - عمر بن الرباط حسنن بن على بن أبى بكر ، أبو إبراهيم كاتب هذه الأحرف ، زين الدين البقاعى الشهير بلقت والده [ ولد ] بعد سنة تمانين وسبعمائة تقريبا بقرية خربة روحا من البقاع العزيزى من عمل بعلبك بأرض الشام على مرحلة من دمشق فربى كإخوته [الستة]، وهم أشقاؤه الثلاثة : أبو بكر ، وداود ، ومحمد سويد ، وكان سويد أشدهم وكأن أشجعهم قلبا وأعرفهم بفنون الحرب ، صاحب الحدس في الحساب ، عارقا بأحوال الناس . وإخوته من الأب، وهم : الفقيه شهاب الدين أحمد - وقد مضى ذكره - ، ويوسف ، وعلى . وكان أبوهم أشجع أهل تلك البلاد وأصبرهم على الجراح ، وأحسنهم شكلا حدثنى فقيهى أبو الجود محمد بن إسرائيل - كان الله له - : أنه ما رأى في خلق الله أحسن شكلا منه لا فى المدن ولا فى الأرياف .
وحدثنى ابن محيسن من أهل جلوى. أنه شاهده يقائل ستين فارسا بما معهم من الرجالة من أعدائه ، كانوا طرقوه على ماء هناك ليقتلوه وأخاه ، وقتلوا أخاه ، وأما هو فقطع منهم رمحين وأخذ حجفة مكية ، قال . وهابوا العرب منه حتى أنى كنت أشاهده يجلس ويخلع نعليه ، ويبعض ما دخل فيه مما يؤديه ، وهم حوله كالإ كليل لا يستطيع أحد منهم الدنو منه ، واستمر يماشيهم حتى وصل إلى جلوى فلما دخل بين البيوت كانت أخته فوق سطح فرمت عليهم رمادا حالت غبرته بينهم وبينه ، ولم يذكر لى ابن محيسن أنه أصابه منهم جراحة ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في القصيدة الرائية التى أولها : كم ماجد دارت عليه الذائره ولطال ما استحلى كؤوسا دائره
إلى أن قلت: وكذا الرباط القسور البطل الذى كان الزمان يراه فردا نادره ستون خيالا أتت لنزاله فى حرب حلوا والأناسى ناظره ضربوا عليه سرادقا من خيلهم فكأنه قطب بوسط الدائرة فأرداهم حد الحسام وعزمه فأعاد كرتهم لديه محاسره لم يستطيعوا من أداه وله وعدا على الشيباء منهم فأجره قرا والدى من أخر القرآن إلى سورة الجانية ، وكأن شهما مهيبا شجاعا بأحسن الشكل والهيثة والبزة كريما مع خفة ذات يده جدا يقول الحق وإن كان مرا، أكثر التفتيش على دينه ، يكثر مخالطة الفقهاء وأهل العلم وينتفع بسوؤالهم له ، علم بأخبار أهل الزمان ومداخلتهم لاسيما الأتراك ، وله قدرة على إبداء ما فى ضميره بأحسن عبارة . وكان كثير الأسفار جدا سليم الصدر ليس في قلبه غش لأحد ولا حسبد ، مع كثرة الحذر وحساب العواقب وعدم الاغترار ، لا يكترت بقلة الرزق وشدائد الدنيا كنت أسمعه كثيرا يتمثل بهذه الآبيات : وكل الأمور إلى القضاء ولاتكن معترضا فلريما أتسع المضيق وربما ضاق الفضا ولرب أمر متعب لك فى عواقبه رضا الله يفعل ما يشاء فلا تكن معترضا سمعته يحدث أنه كان مارا تحت قلعة دمشق فإذا هو بشيخ هم بدا يدعوه ، قال : فدنوت منه فقال لى : يا فلان - غالب ظنى أنه سماه باسمه - يعيش لك ولد ذكر تنتفع به بعد موتك قلت : ولقد كان الأمر كذلك إن شاء الله فإنى لم أزل كثير الدعاء له وإخوته وجميع أقاربه ، والتضرع إلى الله تعالى أن يعفو عنهم ، ولقد تحقق في ذلك في أبى إن شاء الله ، فإنى رأيته بعد قتله بمدة طويلة مكتوفا فأطلقته ، والمعهود من فضل الله أنه إذا قبل شيئا قبله كله فإنه كريم ، وقد كان الدعاء لكلهم رحمهم الله وعفى عنهم
ومن العجائب، ما حدثتنى أمى بعد قتله - رحمهما الله - : أنه حدثها أنه رأى فى منامه أنه وجدها فى بيت شخص من قريتنا يقال له حسن البيطار وأنه حصلت له غيرة من ذلك فذبحها فيه ، فقدر أنه ذبح في ذلك البيت بعد ذلك بأكثر من عشر سنين .
ومنها ما تقدم أنى كنت أسمعه فى زاوية الشيخ أبى محمد على بن محمد بن سليمان ، الشهير- والدها - بالسليمي - بالتصغير - [كذلك ] فأمرها أبى يوما أن ترسلنى إلى مكان بعيد فأخبرته بذلك وأنها تتخوف على فلم يرغب ذلك ولا أبقى له بالا ، بل قال : هذا الصبى ضعيف القلب إن لم يزل هذا الخوف فعلت به وفعلت فلم يمض على ذلك إلا قليل حتى اغتالهم أناس بعد صلاة العصر من يوم السنبت ثامن شعبان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة فقتلوه ، وقتلوا أخوبه عليا وسويدا ، وستة من أولاد عمهم ونقلوهم إلى هوة الشمسية فطرحوهم بها - رحمهم الله تعالى - والهوة - بضم الهاء وتشديد الواو - وهى البثر التى لا يوصل إلى قرار، والشمسية - بمعجمة مفتوحة وتحتانية بعد الميم ثم مهملة - قرية من بلاد الرافضة فنقلنا جدى لأمى أبو محمد المذكور - رحمه الله تعالى - إلى دمشق بعد أن تشتتنا في البلاد زمانا طويلا فكان ذلك سببا بخزى الدنيا والأخرة ، رتيتهم بالقصيدة الرائية المتقدمة وذكرت فيها أسلافهم رحمهم الله أجمعين : -409 - عمر بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن موسى بن عبد الرحمن ، أبو حفص شجاع الدين بن قاضى الطائف عفيف الدين المغربى الأصل المصمودى الشافعى ، إمام قرية أبى الأخيلة - بفتح اليمزة وسكون المعجمة وكسر التحتانية ولد سنة عشرين وثمانمائة تقريبا بالطائف ، وقرا بها القرآن ، وتلا برواية ورش على الشيخ عبد الرحمن المغربى ، وحفظ مختصر أبى شجاع وأجاز له من ذكر فى الاستدعاء المؤرخ بشهر ربيع الأول سنة ثلات وعشرين في ترجمة أم الحسن عن ابن مكينة ثم لما مات أبوه انتقل هو إلى أبى الأخيلة ، وأم بمسجدها ولازم الحج ، وزار
قبر النبى ورحل إلى نواحى بجيله وزهران . وكان جد جده موسى مغربيا مالكيا .
Page inconnue