Le Titre de la Réussite dans l'Histoire de Joseph le Vertueux
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Genres
يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا . وقوله: «يوم تبلى السرائر»، هو الآية التاسعة من سورة «الطارق»:
يوم تبلى السرائر .
وبعد هذه الخاتمة سيجد القارئ «مقامة وهبية»، أي حكاية أو قصة قصيرة من تأليف تادرس وهبي، تحكي عن شيخ مسن يروي قصة اتصاله بشاب شجاع ملك الكثير من الأراضي والبلدان، وتقلبت عليه الأحوال؛ تارة بالسعادة وتارة أخرى بالشقاء. ونعلم من هذه القصة، أن الشيخ المسن هو التمدن، أما الشاب فهو الوطن، والمقصود به مصر! وهكذا نجد المؤلف يستخدم الرمز في رسم شخصيات قصته، وهو أسلوب لم يستخدم بكثرة في هذا الوقت، ولعل تادرس وهبي بهذا النهج يعتبر من رواد هذا الأسلوب!
وبعد هذه القصة أو المقامة نجد «فائدة تاريخية» عن أحوال مصر أيام يوسف عليه السلام. ثم بعدها يأتي جزء كبير من الكتاب، وهو عبارة عن معجم تفسير الألفاظ الواردة في مقامات الكتاب، مرتبة حسب القاموس المحيط للفيروزبادي. فعلى سبيل المثال نجده في باب «الألف المهموزة» يأتي بالترتيب الآتي: برأ، خبأ، درأ، رزأ، رفأ، عبأ، فيأ، كلأ، نبأ، ومأ. وكمثال لتفسير هذه الألفاظ، نجده يقول عن «كلأ»: الكلأ العشب، وكلأه الله كلأه بالكسر أي حفظه وحرسه. وهكذا يسير المؤلف في بقية أبواب المعجم حسب الترتيب الهجائي لحروف اللغة العربية.
ريادة المسرح المدرسي
في آخر صفحتين من الكتاب جاءت الخاتمة، وقال فيها المؤلف عن مسرحيته «يوسف الصديق»: «فجاء تمثيلها بالإطراء حريا، نهضت به مع طلبة مدرسة حارة السقائين، فجاءوا بالعجب العجاب، وانتدبوا لإعلاء كلمة الآداب أيما انتداب، فأنا أفاخر بهم وهم أولوا الفطن، وأحتسب كوني مفتتح باب التمثيل دون أبناء الوطن، حتى ينفسح نطاقه بعناية أولي الأمر، ونكون في غنية عن زيد وعمرو؛ لأنه الفن المحرض على الفضائل، الحاث على نبذ الرذائل». ونستنبط من هذا الكلام أمرين؛ الأول: أن مسرحية «يوسف الصديق»، قام بتمثيلها المؤلف تادرس وهبي بنفسه، مع طلاب مدرسة حارة السقائين القبطية. والأمر الآخر: أن تادرس وهبي هو رائد المسرح الأول في مصر ، الذي ألف مسرحية تعتمد على مسرحة المناهج الدراسية! ولنناقش هذين الأمرين بشيء من التفصيل.
فبالنسبة للأمر الأول ربما يظن القارئ خطأ، أن طلاب مدرسة حارة السقائين القبطية هم أول طلاب يمثلون إحدى المسرحيات المدرسية في مصر عام 1884! فهذا الأمر له سوابق كثيرة، من أهمها مسرحية «أدونيس» التي مثلها طلاب مدرسة العمليات عام 1870، وقد أشارت إلى ذلك مجلة «وادي النيل» قائلة - تحت عنوان «امتحان تلامذة مدرسة العمليات المصرية»: «وبعد انتهاء الامتحان ازداد أهل المجلس استغرابا وانبساطا، واشتدوا عجبا ونشاطا بما حصل بعد تناول الطعام المعتاد في مثل هذا اليوم لسائر المدعوين والمعلمين والتلامذة المتعلمين من تصوير كوميدية أي لعبة تخليعية مضحكة من نوع الألعاب التياترية، في خمسة فصول تسمى باسم «أدونيس» أو «الشاب العاقل المجتهد في تحصيل العلم الكامل»، كان قد ألفها من قبل وأحفظها للتلامذة باللغة الفرنساوية المعلم لويز معلم هذه اللغة المشهور في المدرسة المذكورة، فقام بتصويرها وحسن إلقائها وتقريرها كل واحد منهم فيما نيط منها لعهدته ... وكان اللعب بها في صحن المدرسة على مجرد ترابيزة صغيرة مستظرفة.»
6
وفي عدد آخر من المجلة، علمنا أن مؤلف المسرحية هو مدرس اللغة الفرنسية لويس فاروجيه، وأن تمثيل المسرحية تم في المدرسة يوم 15 / 11 / 1870، وقام بتمثيلها بعض الطلاب وهم: محمد فهيم أفندي وقام بدور قيصر الحلاق، محمد رشاد أفندي وقام بدور أدونيس، أحمد شوقي وقام بدور الموسيو دوشارم السائح الفرنسي، أحمد عبد الوهاب أنسي أفندي وقام بدور الموسيو مونفرو رفيق السائح الفرنسي، نيازي أفندي وقام بدور جيفار صديق قيصر الحلاق، نديم أفندي وقام بدور ريزينيه رفيق أدونيس، محمد وهبي أفندي وقام بدور بومبه الترجمان، محمد فاضل أفندي، وقام بدور شارلوت ولد بونفور، شاكر أفندي وقام بدور كرونتار صديق دوشارم.
7
Page inconnue