والصحيح أن اسم أبي طالب عبد مناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى اليه برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قوله:
أوصيك يا عبد مناف بعدي
بواحد بعد أبيه فرد
وقوله:
وصيت من كنيته بطالب
عبد مناف وهو ذو تجارب
وكان أبو طالب مع شرفه وتقدمه جم المناقب غزير الفضائل؛ ومن أعظم مناقبه كفالته رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقيامه دونه ومنعه إياه من كفار قريش حتى حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بني هاشم عدا أبي لهب، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يوادوهم وعلقوها في الكعبة (1) والقصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر؛ ومن أشعاره في ذلك:
ألا أبلغا عني على ذات رأيها
قريشا، وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
نبيا كموسى خط في اول الكتب
وله من أخرى:
تريدون أن نسخو بقتل محمد
ولم تختضب سمر العوالي من الدم
وترجون منا خطة دون نيلها
ضراب وطعن بالوشيج المقوم
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه
وأسيافنا في هامكم لم تحطم
الى غير ذلك، ولما اجتمعت قريش على عداوة النبي (صلى الله عليه وآله) وسألت أبا طالب أن يدفعه اليهم وتحالفوا على ذلك وخشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكة الشريف ويذكر مكانه منها؛ ويذكر فيها أشراف قريش وهو مع ذلك يخبرهم وغيرهم أنه غير مسلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا تاركه لشيء أبدا؛ وهي طويلة جدا (2)
Page 23