77

Al-'Oumda dans les mérites de la poésie et ses règles

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Chercheur

محمد محيي الدين عبد الحميد

Maison d'édition

دار الجيل

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

وقاهم جدهم ببني أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب وأما دعبل فقدمه بقوله في وصف عقاب: ويلمها من هواء الجو طالبةً ... ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب وهذا عنده أشعر بيت قالته العرب. وسئل ليبد: من أشعر الناس؟ قال: الملك الضليل، قيل: ثم من؟ قال: الشاب القتيل، قيل: ثم من؟ قال: الشيخ أبو عقيل يعني نفسه. وكان الحذاق يقولون: الفحول في الجاهلية ثلاثة، وفي الإسلام ثلاثة متشابهون: زهير والفرزدق، والنابغة والأخطل، والأعشى وجرير. وكان خلف الأحمر يقول: الأعشى أجمعهم. وقال أبو عمرو بن العلاء: مثله مثل البازي يضرب كبير الطير وصغيره. وكان أبو الخطاب الأخفش يقدمه جدًا لا يقدم عليه أحدًا. وحكى الأصمعي عن ابن أبي طرفة: كفاك من الشعراء أربعة: زهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا طرب، وعنترة إذا كلب، وزاد قوم: وجرير إذا غضب. وقيل لكثير أو لنصيب: من أشعر العرب؟ فقال: امرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا شرب. وكان أبو بكر ﵁ يقدم النابغة؛ ويقول: هو أحسنهم شعرًا، وأعذبهم بحرًا، وأبعدهم قعرًا. وسئل الفرزدق مرة: من أشعر العرب؟ فقال: بشر بن خازم؛ قيل له: بماذا؟ قال بقوله: ثوى في ملحد لا بد منه ... كفى بالموت نأيًا واغترابا ثم سئل جرير فقال: بشر بن خازم، قال: بماذا؟ قال: بقوله: رهين بلى، وكل فتىً سيبلى ... فشقي الجيب وانتحبي انتحابًا

1 / 95