============================================================
وحاصل ما أشار إليه الناظم: أن أبرهة (1) بنى بصنعاء مدينة اليمن كنيسة ليصرف اليها حجاج العرب (2)؛ فجاء رجل من كنانة؛ فأحدث فيها، ولطخ قبلتها بالعذرة(3 فغاظ ذلك أبرهة غيظا شديدا، وحلف ليهدمن الكعبة حجرا حجرا، فجاء بجيش عظيم، ومعه فيل عظيم يقال له: محمود، في أفيال كثيرة إلى مكة؛ فحين تهيؤوا لدخولها غشي عليهم، فولوا هاربين، ورموا بحجارة من سجيل، كما قال الله تعالى: ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل ، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف ماكول}(2).
ولهذه القصة نوع بسط أشرنا إليه في شرحنا على همزية الناظم؛ فراجعه(5).
(1) انظر خبر أبرهة في: سيرة ابن هشام 45/1 وما بعدها، و"دلائل النبوة للبيهقي 115/1، والبداية والنهاية لابن كثير 170/2، وكذا تفسير سورة الفيل في جميع كتب التفسير.
(2) وسمتها العرب:" القليس لارتفاعها، لأن الناظر إليها يكاد تسقط قلنسوته عن رأسه لارتفاع بنائها، ونقل من قصر بلقيس ما تحتاج إليه، واستذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة: (3) قال ابن سعد رحمه الله تعالى: * وكان نفيل بن خبيب الخشعمي يعرض له ما يكره، فأمهل حتى إذا كان ليلة من الليالي، لم ير أحدا يتحرك، فقام فجاء بعذرة، فلطخ بها قبلته، وجمع جيفا فألقاها فيها . سيل الهدى والرشاد: 250/1.
(4) سورة الفيل.
(5) عند قول الناظم - رضي الله عنه - في همزيته البيت رقم 62: إذ ابى الفيل ما أتى صاحب الفي ل ولم ينفع الحجا والذكاء 489
Page 252