Hauteur des ambitions
علو الهمة
Genres
فلا هطلت علي ولا بأرضي ... سحائب ليس تنتظم البلادا
والداعية إلى الله الكبير الهمة يقدر تبعات هذا المقام الرفيع، فهو يظمأ حيث يروي الناس، ويسهر حيث ينامون، ويجوع حيث يشبعون، ويتعب حيث يستريحون، ويقدم حيث يحجمون:
عن علي رضى الله عنه قال: "كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يكون منا أحد أدني من القوم منه (¬1) "، وعن البراء رضى الله عنه قال: "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به - صلى الله عليه وسلم -" (¬2).
وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة (¬3) ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سبق الناس إلى الصوت (¬4)، وهو يقول: "لم تراعوا؛ لم تراعوا (¬5)، وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف؛ فقال: "لقد وجدته بحرا، أو: إنه لبحر") (¬6).
Page 257