الثانية: أن يصير الشيطان من جنده، وهذه حال الفاجر القوي المتسلط والمبتدع الداعية المتبوع، كما قال القائل:
وكنتُ امرأً من جندِ إبليسَ فارتقى ... بي الحالُ حتى صارَ إبليسُ من جندي (^١)
فيصير إبليس وجنودُه من أعوانه وأتباعه، وهؤلاء هم الذين غَلبت عليهم شقوتُهم، فاشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، وإنما صاروا إلى هذه الحال لما أفلسوا من الصبر.
وهذه الحالة بين جَهد البلاء (^٢) ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
وجندُ أصحابها: المكر، والخداع، والأماني الباطلة، والغرور، والتسويف بالعمل، وطولُ الأمل، وإيثار العاجل على الآجل، وهي التي قال في صاحبها النبي ﷺ: "العاجز من أتبع نفسَه هواها، وتمنى على اللَّه الأماني" (^٣).