174

Le provision des patients et le trésor des reconnaissants

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Chercheur

إسماعيل بن غازي مرحبا

Maison d'édition

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

الرياض وبيروت

Genres

Soufisme
الصبر عنها، ولهذا تجد الرجل [يقوم الليل ويصوم النهار و] (^١) يتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة (^٢)، ويطلق لسانه في الغيبة، والنميمة، والتفكُّه بأعراض الخلق (^٣)، والقول على اللَّه ما لا يعلم! وكثيرًا ممن تجده يتورع عن الدانق (^٤) من الحرام، والقطرة من الخمر، ومثل رأس الإبرة من النجاسة، ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام، كما يحكى أن رجلًا خلا بأجنبية فلما أراد مواقعتها قال: يا هذه غطي وجهك، فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام!! وقد سأل عبدَ اللَّه بن عمر رجلٌ من أهل الكوفة عن دم البعوض، [فقال: "انظروا إلى هؤلاء يسألوني عن دم البعوض] (^٥) وقد قتلوا ابن بنت رسول اللَّه ﷺ" (^٦). واتفق لي قريب من هذه: جاءني في حال الإحرام، قوم من الأعراب المعروفين بقتل النفوس والإغارة على الأموال يسألون عن قتل المُحرِم القمل، فقلت: يا عجبًا لا يتورعون عن قتل النفس التي حرم

(^١) ما بين الحاصرتين من النسخ الأخرى. (^٢) في (م) و(ن) بعد هذه الكلمة العبارة التالية: "أو يرى نظرة بغير اختياره ذنبًا". (^٣) في النسخ الأخرى بعد هذه الكلمة العبارة التالية: "وربما خصّ أهل الصلاح والعلم باللَّه والدين". وانفردت نسخة (م) بزيادة هذه الجملة أيضًا: "ويتفكه في أعراضهم". (^٤) الدانق هو: سدس الدينار والدرهم، ويطلق على الشيء التافه والحقير. انظر: "لسان العرب" (١٠/ ١٠٥). وفي النسخ الأخرى: "الدقائق"، وهو تحريف. (^٥) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، وأثبته من النسخ الأخرى. (^٦) رواه البخاري في "صحيحه" رقم (٥٩٩٤).

1 / 127