الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
Genres
ادعاء الولاية من بعض الكفار والمنافقين
قال المؤلف ﵀: [كما أن من الكفار من ادعى أنه ولي الله وليس وليًا لله بل عدو له، فكذلك من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويقرون في الظاهر بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنه مرسل إلى جميع الإنس بل إلى الثقلين الإنس والجن، ويعتقدون في الباطن ما يناقض ذلك، مثل أن لا يوقروا في الباطن بأنه رسول الله ﷺ، وإنما كان ملكًا مطاعًا ساس الناس برأيه من جنس غيره من الملوك، أو يقولون: إنه رسول الله إلى الأميين دون أهل الكتاب كما يقوله كثير من اليهود والنصارى] ويوافقهم في ذلك طوائف ممن لا يخطِّئ اليهود والنصارى، ولا يلزم باتباع النبي ﷺ والعياذ بالله، وهذا من المنافقين الذين يعتقدون خلاف ما يظهرون حين يقولون: إن النبي ﷺ هو رسولنا نحن، وهم لهم أنبياؤهم ورسلهم والعياذ بالله، وهذا من النفاق الأكبر.
يقول المؤلف ﵀: [أو أنه مرسل إلى عامة الخلق وأن لله أولياء خاصة لم يرسل إليهم ولا يحتاجون إليه، بل لهم طريق إلى الله من غير جهته.
كما كان الخضر مع موسى] وهذا الكلام هو أيضًا كلام بعض الصوفية الغلاة الذين يقولون مثل هذه الضلالات الكفرية.
وتجد هؤلاء يركزون على قصة الخضر وموسى، ويحرفونها عما تدل عليه، وموسى ﵇ كان رسولًا إلى بني إسرائيل، ولم يكن رسولًا إلى الناس كافة، ولا مانع من وجود نبي في زمنه يوحى إليه، فالخضر إما نبي وإما متبع لنبي يأتيه وحي قاطع من عند الله ﷿ بهذه الأفعال، ويقولون: إن أهل الالتزام بما جاء به الأنبياء هم أهل الشريعة، وأما أهل الباطن فهم أهل الحقيقة، فمن كان على حال الخضر فهو يعرف بواطن الأمور التي لا يعرفها أهل الشريعة، وقد يفعلون أشياء منكرة وهي في الحقيقة من المعروف، مثل قتل من لا يستحق القتل ونحو ذلك، وهم بهذا يؤصلون أن الولي مهما فعل من أمورًا مستنكرة فلا ينكر عليه؛ لأن الذي ينكر عليهم لا يعرف الباطن، كما أن موسى كان مخطئًا حين أنكر على الخضر كما يقولون، وفتح هذا الباب يؤدي إلى الفواحش والمنكرات باسم الكرامات، لذلك تجد أهل الضلال والكفر والعياذ بالله يعظون ليستحلوا المحرمات فقط.
ويقول بعضهم: إن من كرامة سيدي فلان الفلاني والعياذ بالله أنه خطب يومًا فقال: أشهد أن لا إله لكم إلا إبليس ﷺ، فقال الناس: كفر كفر، فسل السيف ونزل من على المنبر، قال: وفعل ذلك ثلاثين جمعة! فمن يرضى بهذا الكلام يكون كافرًا والعياذ بالله.
ويذكرون أن من كرامات فلان الفلاني أنه كان ينزل شيخ البلد من على بغلته، فإن امتنع تسمر في مكانه، فيفعل بالدابة، والعياذ بالله، وهذه من أفضع الفضائع ومع ذلك يعدونها كرامات!! لذا من اعتقد أن أحدًا يسعه الخروج عن شرع رسول الله ﷺ كما وسع الخضر الخروج عن شرع موسى كان كافرًا، فهذا من نواقض الإسلام كما ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀.
قال المؤلف ﵀: [أو أنهم يأخذون عن الله كل ما يحتاجون إليه وينتفعون به من غير واسطة، أو أنه مرسل بالشرائع الظاهرة، وهم موافقون له فيها، وأما الحقائق الباطنة فلم يرسل بها أو لم يكن يعرفها، أو هم أعرف بها منه، أو يعرفونها مثل ما يعرفها من غير طريقته.
وقد يقول بعض هؤلاء: إن أهل الصفة كانوا مستغنين عنه ولم يرسل إليهم].
ولذلك تجدهم لا يهتمون بالسنة، ولا يبحثون في تهذيب النفوس من خلال سيرة وسنة النبي ﷺ، بل عندهم وسائلهم الخاصة بهم.
1 / 8