245

Corrections in Understanding Some Verses

تصويبات في فهم بعض الآيات

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Lieu d'édition

دمشق

Genres

فقوله: ﴿وَتَقَلُّبَكَ في الساجِدِين﴾ قال فيه بعض أهل العلم، وتقلبك في أصلاب آبائك الساجدين، أي المؤمنين باللهِ كآدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل ﵈. واستدل بعضهم لهذا القول فيمن بعد إبراهيم ﵇ من آبائه، بقوله تعالى عن إبراهيم ﵇: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ وممن رُوي عنه هذا ابن عباس. وفي الآية قرينة تدل على عدم صحة هذا القول، وهي قوله تعالى قبله مقترنًا به: ﴿الذي يَراكَ حينَ تَقوم﴾ فإنه لم يقصد به أنه يقوم في أصلاب الرجال إجماعًا. وأول الآية مرتبطٌ بآخرها: أي الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك، وحين تقوم من فراشك ومجلسك. ويرى تقلبك في الساجدين على أظهر الأقوال، لأنه ﷺ، يتقلب في المصلين قائمًا وساجدًا وراكعًا. وقال بعضهم: الذي يراك حين تقوم إلى الصلاة وحدك، وتقلبك في الساجدين، أي المصلين على أظهر الأقوال، إذا صليت بالناس ". هذه الآيات إذن لا تتحدث عن أجداد الرسول ﵇، ولا تقرر أنهم جميعًا كانوا ساجدين لله، بل عندنا آياتٌ صريحة وأحاديث صحيحة، أنهم ليسوا جميعًا كانوا ساجدين لله. وما يمكن أن نأخذه من الآيات هو وجوب توكل الرسول ﵊ على ربه، واعتناء الله برسوله وحفظه له، وعبادة الرسول ﵇ المستمرة التي استوعبت له حياته، وأن الله يراه عندما يصلي وحده، وعندما يصلي مع المسلمين الساجدين. ***

1 / 248