Copernic, Darwin, Freud : révolutions dans l'histoire et la philosophie des sciences
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Genres
يمكننا أن نشيد بكوبرنيكوس لطرحه تغييرا في المنظور، ومع ذلك سنعزو الفضل لخلفائه البارعين في استكمال التحول الكوبرنيكي؛ ففي الثورة العلمية، تغيير المنظور على خلفية عناصر ثابتة يجب أن يضاف إليه مكسب تفسيري في البنية الجبرية. سوف نرى أن نظرية داروين كانت قادرة على تقديم هذه المكاسب التفسيرية، في حين فشل فرويد مثلما فشل كوبرنيكوس في ذلك. نحن لسنا مخطئين عندما نعتبر عمل كوبرنيكوس بمنزلة فجر الثورة الكوبرنيكية والعلوم الحديثة؛ فكوبرنيكوس شخصية رئيسية تفوق مكانتها في تاريخ الأفكار العلمية مكانتها في تاريخ الثورات العلمية (بلومنبرج 1957؛ 1981، الجزء الأول؛ الجزء الثالث؛ 1965) كان لكوبرنيكوس تأثير كبير على طريقة تحديد البشر لمكانتهم في الكون الأكبر. وسوف نرى أن أسئلة فلسفية كبرى تنبع من التحول الكوبرنيكي والثورة الكوبرنيكية، ولكن لنكمل أولا قصة الثورة الكوبرنيكية. (أ) تنحية الفلسفة جانبا: من الملاءمة التجريبية إلى الصلاحية النظرية
تتضمن الأقسام السابقة بعض الدروس الفلسفية؛ فتفسير فصول السنة في النماذج الأرضية المركز والشمسية المركز، على الترتيب، يبين أننا في التفسير العلمي نطلب أكثر من مجرد توافق النموذج مع البيانات التجريبية. لنقل إن نموذجين من النماذج غير المتوافقة، اللذين يتفقان مع الأدلة التجريبية، يتمتعان بالملاءمة التجريبية. يستطيع كلا النموذجين البطلمي والكوبرنيكي أن يفسر البيانات المتاحة جيدا على نحو متساو، لكنهما يفعلان ذلك بافتراض بنيتين مختلفتين. يعد كلاهما تفسيرا محتملا بالنسبة للأدلة المتاحة غير أن النموذج الكوبرنيكي يقدم بنية طوبولوجية أفضل من النموذج الأرضي المركز. من أجل تحديد الفرق في الملاءمة سنقول إنه يكتسب «صلاحية تجريبية». ونحن بحاجة أيضا إلى نموذج يجب أن تتوافق بنيته الرياضية مع بنية النظام المستهدف. من أجل تحقيق هذه الملاءمة يجب أن يصبح النموذج نموذجا بنيويا أو نظرية (انظر القسم 6-5، أ). وفقا لتفسير البنية الرياضية للظواهر المرصودة، نقول إن النظرية التفسيرية يجب أن تكتسب «صلاحية نظرية». ونرى الحاجة للصلاحية النظرية في تاريخ نماذج الكواكب. سعى الإغريق إلى «إنقاذ الظواهر». فحاولوا ملاءمة المشاهدات الحسية مع الفرضيات المسبقة حول حركة الكواكب. كان النموذج الأرضي المركز دقيقا إلى حد ما في توقعاته لحركة الكواكب ، ولكنه كان يستند إلى بنية خاطئة: أجهزة مثل أفلاك التدوير والدوائر اللامتراكزة. وبما أن هذه الأجهزة لا تعكس أي آلية فيزيائية، فليس لها صلاحية نظرية. ورغم أن كوبرنيكوس استخدم أيضا هذه الأجهزة، فإن نموذجه وضع الكواكب في ترتيب مكاني، وهو الترتيب القريب من البنية المكانية (الطوبولوجية) للنظام الشمسي. وفي هذا الصدد كان يتمتع بالصلاحية التجريبية. ويعزز نموذج مركزية الشمس - في الشكل الذي صاغه به كبلر - هذا القرب من واقع النظام الشمسي؛ لأنه استبدل بنية جبرية جديدة بأجهزة النموذج الأرضي المركز التقليدية. وعن طريق نيوتن، يصبح النموذج أخيرا نظرية؛ فكما سنرى في الجزء التالي، اكتشف كبلر قوانين رياضية لوصف حركة الكواكب بحيث لم يعد ضروريا حمل الكواكب على أفلاك مساراتها دائرية. والمحصلة هي أننا نريد أن تكون فرضيات النموذج أكثر من مجرد فرضيات خاصة بالأدوات. يجب أن تكون فرضيات النموذج متوافقة مع بنية النظام الطبيعي (انظر القسم 6-5). وهذا الشرط الضروري يوجهنا نحو مناقشة للذرائعية والواقعية (القسم 6-2). (3-4) ترسيخ نظرية كوبرنيكوس: كبلر وجاليليو
إن إنجاز كبلر الرائع مثال جيد للغاية على حقيقة أن المعرفة لا يمكن أن تنبع من الخبرة وحدها، بل تنبع وحسب من المقارنة بين ابتكارات الفكر والواقع المرصود. (أينشتاين، «يوهانز كبلر» (1930)، 266)
أطلق كوبرنيكوس برنامج بحث جديدا اعتمد اكتماله على بعض المساهمات الرائدة. تتمثل الشخصية المحورية التالية التي تعتلي مسرح الأحداث في عالم الفلك الدنماركي تيكو براهي (1546-1601). كان براهي معارضا أبديا للكوبرنيكية، ومع ذلك فقد كان يحتل موقعا محوريا في تاريخ مركزية الشمس؛ وذلك لأن براهي طور طرق رصد بارعة وجمع كميات مهولة من البيانات الجديدة (شكل
1-8 ):
شكل 1-8: مرصد تيكو براهي في جزيرة فين (المصدر: مجلة نيتشر 15 (1876-1877)، صفحة 407).
في عام 1572 اكتشف براهي نجما جديدا، كان في البداية يضيء بضوء زاه جدا في السماء ولكنه اختفى لاحقا. كان براهي في الواقع قد اكتشف مستعرا أعظم؛ وهو ظهور في السماء لضوء ساطع جدا نتيجة الانفجار الهائل لنجم ضخم. يزيد سطوع الضوء مئات الملايين من المرات في غضون بضعة أيام فقط.
بين 1577 و1596، اكتشف براهي مذنبات في السماء، من المفترض أن تقع مداراتها وراء الفلك الخارجي للقمر. ربما المذنب الأكثر شهرة هو المذنب هالي، الذي سمي على اسم الفلكي الملكي الذي استخدم نظرية نيوتن للتنبؤ بمداره. وفي الآونة الأخيرة، تلقى سكان الأرض زيارة من المذنب هيل-بوب، الذي حدث أقرب وجود له بجوار الأرض في 22 مارس 1997 على مسافة 123 مليون ميل (شكل
1-9 ).
تيكو براهي (1546-1601).
Page inconnue