Copernic, Darwin, Freud : révolutions dans l'histoire et la philosophie des sciences
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Genres
مركزية الأرض أكثر بكثير من وجهة نظر تقول إن الأرض توجد ثابتة بلا حركة في مركز الكون؛ فهي ترقى إلى رؤية كونية نشأت عبر مرحلتين . أولا : قدم أرسطو علم الكونيات الفيزيائي؛ فن عمارة الكون الأكبر. تضمن علم الكونيات لديه نظرية مهمة للحركة. قدم أرسطو بعض الأفكار غير المرضية عن حركات الكواكب. قدم بطليموس في المرحلة الثانية علم الفلك الرياضي؛ هندسة حركات الكواكب. أعاق هذا التقسيم اليوناني للعمل بين علم الكونيات الفيزيائي وعلم الفلك الرياضي تطور علم الفلك لقرون (دكسترهوز 1956؛ ميترشتراسيه 1962، الفصل 4.4؛ دي سولا برايس 1962). وذلك لأنه يفصل بين سؤال الديناميكا عن الأسباب الفيزيائية - لماذا تتحرك الكواكب بطرق معينة؟ - وسؤال علم الحركة عن الحركة، كيف يمكن وصف حركة هذه الأجرام رياضيا؟ يتبنى بطليموس في كتابه «المجسطي» (نشر حوالي 150 ميلادية) هذا التقسيم صراحة. تتعامل الفيزياء مع الأجسام القابلة للفناء الموجودة على الأرض؛ فلا ترقى إلى أكثر من تخمينات، وهذا بسبب «الطبيعة غير الواضحة للمادة» أما الرياضيات، فهي تقدم معرفة محددة؛ لأنها تدرس طبيعة «الأشياء المقدسة والسماوية» (بطليموس 1984، 36). واستمر هذا التقسيم حتى اكتشاف قوانين كبلر للكواكب في بداية القرن السابع عشر. وبوصفها رؤية كونية، ادعت نظرية مركزية الأرض أنها تقدم تفسيرا علميا لما كان يعتبر حينها أنه الكون، وألزمت أتباعها بعدد من الالتزامات الفلسفية، كما قدمت رؤية شاملة ومتسقة عن الكون إلى المؤمنين بها. وكذلك فعلت نظرية مركزية الشمس. ثمة الكثير من الأمور على المحك، وقد صورت مسرحية بريشت على نحو صحيح اللقاء الفاتر بين رجال العلم الثلاثة في عام 1610 كتصادم بين رؤيتين كونيتين. (2-2) علم كونيات أرسطو
يبني أرسطو علم الكونيات الخاص به على أساس كون ذي فلكين ونظرية الحركة. وفي وقت لاحق قدم بطليموس بعض التحسينات الرياضية. (1)
يبني أرسطو كونا ذا فلكين. وهو مقسم إلى «الفلك فوق القمري»، الذي يضم القمر والمنطقة الواقعة خلفه، و«الفلك تحت القمري»، وهذه هي المنطقة بين الأرض والقمر. والأرض هي فلك صغير يقبع ثابتا في المركز الهندسي لفلك دوار أكبر بكثير يحمل النجوم. والنجوم عبارة عن علامات على الفلك الخارجي. وفي هذا التخيل يسبب الدوران المستمر للفلك الخارجي دورات النجوم اليومية. وبين الفلك الخارجي والأرض توجد أفلاك أصغر متحدة المركز تحمل الكواكب الستة التي كانت معروفة آنذاك، بما في ذلك الشمس (شكل
1-1 ).
شكل 1-1: الأفلاك الدائرية وترتيب الكواكب في العصور القديمة. تقع الشمس بين الكواكب الأخرى، وتقبع الأرض ثابتة بلا حركة في المركز.
يرى أرسطو أن الفلك فوق القمري منطقة في غاية «المثالية والتماثل والانتظام». رسم الإغريق هذه الدائرة كشكل هندسي مثالي؛ ولذلك تبعا لمثالية الفلك فوق القمري، من المفترض أن تتحرك النجوم والكواكب في دوائر مثالية. وعلى النقيض من ذلك، يمثل الفلك تحت القمري منطقة «تغيير وتقلب وفناء». ويمتلئ هذا الفلك تحت القمري بأربعة عناصر: التراب والماء والنار والهواء. وإذا لم تتعرض العناصر للاضطرابات، فإنها تستقر في صورة قشور متحدة المركز حول المنطقة المركزية التي تشغلها الأرض، ولكن بسبب الحركة في فلك القمر، تختلط العناصر في جميع أنحاء العالم تحت القمري؛ ومن ثم تعد حركات الفلك القمري مسئولة عن جميع التغيرات ومعظم أوجه التنوع المرصودة في العالم تحت القمري (كون، 1957، 82-83).
أرسطو (354-322 قبل الميلاد).
يبدو علم الكونيات المبني على مفهوم «البصلة الكونية» هذا غامضا للغاية بالنسبة للشخص الحديث، لكن في نظر القدماء، قدم أرسطو النظرية الأكثر شمولا وإقناعا لبنية الكون؛ فقد بدت مفسرة لبعض ملاحظات العين المجردة التي كانت موجودة في ذلك الوقت؛ فكما بدا، يمكن الاستدلال على مركزية الأرض من مسار الأجسام الساقطة على الأرض والحركة الدائرية للنجوم.
شكل 1-2: نموذج متماثل المركز بسيط. يقع كوكب الأرض في المركز، وتحيط به الحلقات أو القشور المتحدة المركز (الأفلاك) الحاملة للكواكب (انظر أندرسن/باركر/تشن، 2006، الفصل 4.6؛ باركر 2002). وتحمل الدائرة الخارجية النجوم البعيدة. يفشل هذا النموذج لأن الكواكب تتحرك على مسافات متفاوتة من الأرض.
اقتداء بالفيلسوف اليوناني والفلكي إيودوكسوس (408-355 قبل الميلاد)، افترض أرسطو أن الكواكب والنجوم كانت تتحرك في قشور متحدة المركز (أو أفلاك) حول الأرض الواقعة في المركز (شكل
Page inconnue