Copernic, Darwin, Freud : révolutions dans l'histoire et la philosophie des sciences

Ahmad Shakl d. 1450 AH
111

Copernic, Darwin, Freud : révolutions dans l'histoire et la philosophie des sciences

كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم

Genres

رغم أن فكرة سلسلة الوجود الثابتة خبت وتلاشت، فإن البحث عن التصميم استمر. أفادت اقتراحات في القرن الثامن عشر بأن عمر الأرض أكبر بكثير من ال 6000 سنة المذكور في الكتاب المقدس. مع ذلك، كان الدليل المأخوذ من الصخور ما يزال ضعيفا للغاية لدرجة تمنع أن ينفي القصة التوراتية؛ فبالنسبة لعقل المؤمنين، بدت الأدلة الجيولوجية تأكيدا على ذلك: حدث طوفان عالمي ولا يمكن أن يكون الوجود الإنساني أقدم مما هو منصوص عليه في الكتاب المقدس. كانت هذه ميزات أساسية في القصة التوراتية للخلق؛ فكانت متوافقة جيدا مع الاعتقاد الغائي السائد والتطور التدريجي (جليسبي 1959، 107). وفي مثل هذه الحالات، عندما لا تستطيع الأدلة إثبات أحد النموذجين ونفي الآخر على نحو حاسم، يشير الفلاسفة إلى نقص الإثبات (انظر الفصل الأول، الجزء 6-4). فيبدو الدليل نفسه متوافقا مع مفاهيم متنافسة، فيما يتعلق بعمر الأرض على سبيل المثال. في بداية القرن السادس عشر، تشبث كوبرنيكوس بتكافؤ الفرضيات البديلة. وفي بداية القرن التاسع عشر، ظهرت نماذج متنافسة لأصل الأنواع. ولقد تحدت هذه النماذج نموذج التصميم الحالي. ولكن مرت خمسون سنة أخرى قبل أن تتمكن الأدلة من تقييم النماذج المتنافسة على نحو تفريقي. بعبارات فلسفية، كانت حجة التصميم بمنزلة رخصة للاستدلالات المسموح بها. تأخذنا الاستدلالات من وجود النظام الواضح في العالم الطبيعي إلى التصميم، ومن التصميم إلى خالق معطاء. تعمل حجة التصميم على نحو أساسي من خلال قوة التمثيلات.

بدا أن كل نوع مصمم بدقة لهدف معين؛ فالعصفور له أجنحة من أجل أن يطير. والبشر لديهم عقول من أجل التفكير. بإجماع الآراء، يحتل البشر مكانة متفوقة في مخطط الخلق. وضمنيا، خلق عالم الحيوان والنبات من أجل البشر، ولكن علينا أن نفكر هل كانت الاستدلالات «المباحة» أيضا استنتاجات «مقبولة» أم لا. تأمل نقاشا في بداية القرن التاسع عشر بين أحد المؤمنين بوجود إله وأحد معتنقي فكرة التطور. يعتمد المؤمن بالإله على حس العقل ومظهر النظام الطبيعي للاستدلال على وجود الإله. ويعتمد معتنق التطور على القوانين الطبيعية والتفسيرات الميكانيكية للاستدلال على الانتظام في الطبيعة، ويتجنب الاستدلالات التي تشير إلى عامل خارق. بالنسبة للمؤمن بالإله، الوظيفة تأتي أولا، ثم يخلق العضو من أجلها. إذا كان الخالق يريد لمخلوق أن يرى، فإنه يمنحه عينين من أجل ذلك. ومن ثم فإنه لا معنى في هذا المخطط للسماح بحدوث تبديل وتغيير. تحتل الكائنات أماكن دائمة في ترتيب الأشياء؛ فثمة سلم متدرج .

بالنسبة لأنصار التطور، ينشأ العضو أولا، ثم يشكل وظيفته. وضع هذا المنظور المعاكس بين يدي هكسلي نقضا داروينيا لحجة التصميم:

مع ذلك، لنفترض أن أحدا كان قادرا على أن يبين أن الساعة لم تصنع مباشرة ولم يصنعها أي شخص، ولكن ذلك كان نتيجة لتعديل ساعة أخرى كانت تدل على الوقت ولكن على نحو سيئ، وأن هذه الساعة نشأت من بنية يمكن بالكاد تسميتها ساعة؛ نظرا لعدم وجود أي أرقام على قرصها، وأن عقاربها كانت بدائية، وأنه بالعودة إلى الوراء في الزمن نصل في الأخير إلى أسطوانة دوارة هي أقدم مادة بدائية يمكن تتبعها لهذه البنية بأكملها. وإذا تصورنا أيضا أن من الممكن إيضاح أن كل هذه التغيرات نتجت؛ أولا: عن ميل البنية إلى التغير بلا نهاية، وثانيا: عن شيء في العالم المحيط ساعد على توجيه جميع التغيرات نحو اتجاه شيء يبين الوقت بدقة، واستبعد كل التغييرات في الاتجاهات الأخرى، حينئذ يصبح من الواضح أن قوة حجة بيلي قد تبددت؛ فلسوف يتبين أن الجهاز المتكيف جيدا بدقة لهدف معين قد يكون ناتجا لطريقة التجربة والخطأ التي اتبعتها قوى غير ذكية، مثلما قد يكون ناتجا مباشرة من تطبيق الوسائل الملائمة لتحقيق هذه الغاية عن طريق قوة ذكية. (هكسلي 1864، 83)

استفاد هكسلي من اقتراح داروين لآلية يمكن من خلالها تفسير الوظائف سببيا. (انظر الجزء 6-7، ج). كان يوجد قبل داروين تخمينات جامحة كثيرة بشأن الطريقة التي يمكن أن يتشكل بها العضو لأداء وظيفته. قدم لامارك محاولة جريئة لتقديم شرح ميكانيكي. وكانت هذه الفرضيات الميكانيكية تعلن في بعض الأحيان وتنتقد بشدة. أشار بول ثيري دي هولباخ في كتابه «نظام الطبيعة» (1770) إلى أن البشر نتاج للطبيعة، فيما يتعلق بنشأتهم وقدراتهم الأخلاقية والفكرية. تكيفت النباتات والحيوانات وفقا لظروف مناخية محددة على الأرض؛ فكما يشير، لو تغيرت الظروف البيئية على الأرض «لتغيرت جميع منتجات الكرة الأرضية أيضا.» من المعقول أن نشك أن جميع الأنواع عرضة للتغيير؛ فالطبيعة لا تعرف أشكالا دائمة. والبشر ليسوا هم ذروة الخليقة؛ فكل هذه تكهنات غامضة؛ خيال فلسفي جامح، ومع ذلك، علينا ألا نقلل من قوة الأفكار؛ فالأفكار تفرض نظاما على مشاهداتنا. وهي تجعل ما يبدو متفاوتا متماسكا، كما تخلق نماذج جديدة للواقع، ولكن عندما تكون الحقائق نادرة، تطوف الأفكار بحرية كبيرة في الفضاء المفاهيمي. كانت هذه قوة فرضية لامارك، التي أدت إلى دمارها. (ج) جان باتيست لامارك

مما لا شك فيه أن أعظم خلل في عمل لامارك هو عدم كفاية المشاهدات والتجارب التي أوردها في دليل مبادئه العامة. (هيكل، «الطبيعة» 26 (1882)، 540)

جان باتيست لامارك (1744-1829).

يرتبط اسم نيوتن في أذهان كثير من الناس بسقوط التفاحة وقانون الجاذبية. هذا ارتباط إيجابي لأنه يعد دليلا على عبقرية نيوتن. أما اسم جان باتيست لامارك فيثير رابطا سلبيا؛ إذ يثير في الأذهان صورة الزرافة التي تمد عنقها للوصول إلى أوراق الأشجار العالية، ويزداد طول الرقبة وتنقل الزرافة طول العنق إلى الجيل التالي من الزرافات. هذا هو السبب في امتلاك الزرافات رقبة طويلة. ويمتلك البط أقدام مكففة لأنه يبسط أصابع قدميه ليدفع نفسه إلى الأمام في الماء. لقي لامارك سخرية كثيرة لأفكاره بشأن توريث الصفات المكتسبة بالاستخدام؛ بحيث تنتقل السمات التي اكتسبها أفراد الجيل الواقعين تحت ضغط شديد بأعجوبة لأبنائهم. لم يعر داروين إنجازاته أي احترام. مع ذلك، يضم عمل لامارك ما هو أكثر بكثير من «اكتشاف» وراثة الخصائص المكتسبة. كان لديه مستقبل مهني ناجح؛ فكان أستاذ علم الحيوان في متحف التاريخ الطبيعي في باريس، وعضوا في «معهد فرنسا» والعديد من الجمعيات العلمية الأوروبية الأخرى. مع ذلك، كان تأثيره ضئيلا. فلم يفهم في عصره إلا قليلا؛ إذ عاش في ظل الرجل الشهير جورج كوفييه (1769-1832)، وقد أفلت شمس أفكاره مع بزوغ شمس نظرية التطور لداروين، لكن لا ينبغي أن نسمح لتألق عمل داروين بأن ينسينا إنجازات لامارك. فقبل خمسين عاما من نشر كتاب «أصل الأنواع» بالضبط، نشر لامارك كتابه «فلسفة علم الحيوان» (1809)، الذي قدم فيه نظرية التحولية. يحتوي هذا الكتاب على مذهبه المعيب كثيرا الخاص بالوراثة فوق الجينية، ولكن لنقارن أخطاءه بإنجازاته . طور لامارك وسيلة لإضفاء التسلسل الزمني على «سلسلة الوجود العظمى». وبقيامه بذلك، تخلى لامارك عن فكرة ثبات الأنواع ونظرية الخلق الخاص. كان ثبات الأنواع عنصرا أساسيا في تدرج الوجود وحجج التصميم. وظل هذا الثبات موجودا من خلال أعمال كوفييه حتى نقضه داروين في نهاية الأمر. بدلا من ثبات الأنواع، يقترح لامارك آلية «التعديل التدريجي». بل إن لامارك لم يفترض وجود فعل الخلق الإلهي في بداية الحياة العضوية؛ فتبدأ الحياة من خلال التوالد الذاتي. ومن خلال هذه العملية تولد كائنات بسيطة جدا. ولو تركت في هدوء، فإن تعقيد حجم الحياة سيتطور ببطء من خلال تعديلات تدريجية. ألن تختفي الكائنات الأكثر بساطة؟ لا، لأن التوالد الذاتي يعمل على نحو مستمر، ودائما ما يجدد العالم. وستحول القوة الدافعة الداخلية الضرورية هذه الكائنات الأبسط إلى كائنات أكثر تعقيدا. تحدث تعقيدات، وتعطل التغيرات البيئية آلية التعديل التدريجي وتتحدى قدرة الكائنات على تكييف نفسها. وتؤدي الظروف البيئية المتغيرة إلى تغييرات في الكائنات الحية. سيستخدم بعض الأعضاء كثيرا بينما يعاني بعضها من عدم الاستخدام. وتورث الأعضاء المعززة من خلال توريث السمات المكتسبة. تتغير الكائنات في غضون بضعة أجيال، وينشأ تعقيد العالم العضوي ببطء. هذا تطور «خطي»، لأن فكرة التسلسل الهرمي باقية. بالنسبة للامارك، الإنسان نموذج للكمال، وتقاس جميع الكائنات الأخرى في مقابل الإنسان. وعلى الرغم من أن لامارك أضفى التسلسل الزمني على «سلسلة الوجود العظمى» وتخلى عن فكرة ثبات الأنواع، فإنه لا يزال ملتزما بالغائية. وهذا يعني أن لامارك يعتقد أن تطور سلم الوجود يتبع هدفا ما محددا مسبقا. والهدف الأخير هو إنتاج البشر؛ فالطبيعة تتطور من كائنات أبسط إلى كائنات أكثر تعقيدا بهدف الوصول إلى أكثر الكائنات كمالا على الإطلاق: الإنسان العاقل، وقد أثبتت هذه الصورة أنها مقنعة حتى إن نظرية التطور في الوقت الحالي غالبا ما تقترن بالتعديل التدريجي؛ وهو الالتباس الذي يشهد عليه العديد من الوثائق المعاصرة. (شكل

2-1 )

شكل 2-1: الأعمار السبعة للشخص الأكاديمي. إعلان في صحيفة الجارديان (2002/4/23)، يلفت الانتباه إلى الوظائف الأكاديمية الشاغرة في طبعات الثلاثاء (المصدر: صحيفة الجارديان. جميع الحقوق محفوظة جارديان نيوز آند ميديا ليمتد 2002).

Page inconnue