المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين

Mohammed Ben Farid Zarouih d. Unknown
37

المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين

المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين

Maison d'édition

تكوين للدراسات والأبحاث

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Genres

المَبحث الأوَّل مفهوم مُفرَدات العنوان المُحدِّدَة لنطاقاتِ البحث أمَّا المعارضُ الفكريُّ: فمُركَّبٌ تقيِيديٌّ، يَتَحصَّل إدراكُه بإدراكِ مُفْرَدَيْه: فالمُعارِض: مُفَاعِل، أصْلُ مادَّتِه مِن (عَرَضَ)، وهذه المادَّة تدور في اللِّسان على عِدَّةِ مَعانٍ؛ ترجع -مع كثرتها- إلى أصلٍ واحدٍ؛ وهو: «العَرْض الَّذي يُخالف الطُّول» (^١)؛ ومِن مَعانيها الَّتي لها عُلْقة بهذه المُقدِّمة: مَعْنيانِ، هما: المَنْعُ، والمُقَابَلةُ. فالأوَّل، كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا﴾ [البقرة: ٢٢٤]، أي: لا تجعلوا الحَلِفَ بالله مُعترضًا مانِعًا لكم أن تَبرُّوا، فالعُرْضَة هنا بمعنى: المُعترِض (^٢). والمعنى الآخر، فمن قولهم: عارَضَ الشَّيءَ بالشِّيءِ مُعارَضةً، أي: قَابَلَه، وعارَضتُ كتابي بكتابِه؛ أي: قابلتُه (^٣). ومِن هذين المَعْنَيين يَستمِدُ «المُعارِض» معناه الاصطلاحيَّ، والَّذي يُقصَدُ به: تَقابُل الدَّليلين على سَبيلِ المُمانعة والمُدَافَعَةِ (^٤).

(^١) انظر «مقاييس اللُّغة» لابن فارس (٤/ ٣٦٩). (^٢) انظر «تهذيب اللغة» للأزهري (١/ ٤٥٤). (^٣) انظر «لسان العرب» (٤/ ٣٠٢) مادة: (عرض). (^٤) انظر «أصول الفقه» لابن مفلح (٤/ ١٥٨١)، و«البحر المحيط» للزركشي (٨/ ١٢٠).

1 / 45